حماس لم تمانع..

الرجوب: المرحلة القادمة تتطلب تشكيل حكومة وفاق وطني

رام الله الإخباري

قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، "إن المرحلة القادمة تتطلب تشكيل حكومة وفاق وطني، وحركة حماس لم تمانع في تشكيل هذه الحكومة".

وأضاف في تصريحات لـ"القدس" دوت كوم، حول الحرب على غزة وتداعيتها على القضية الفلسطينية في ضوء ما حدث بعد السابع من أكتوبر: "أنه التقى مؤخراً رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، وطرحت هذه الأفكار، وهناك أرضية مشتركة يمكن تطويرها".

وأعرب عن تطلعه أن يبادر أعضاء حركة حماس ذاتياً بتقديم مقاربة سياسية نضالية تنظيمية تؤسس لأرضية مشتركة لها علاقة بدولة فلسطينية على حدود 67 و قرارات الأمم المتحدة،  فهدفنا في المرحلة القادمة هي الحفاظ على الإجماع الدولي من خلال تقديم رؤيتنا حول الدولة المستقبلية و المقاومة السلمية، لتعزيز الحاضنة الوطنية أولا و أيضا الإقليمية و الفضاء الدولي.

وقال: "إن إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة الوفاق الوطني يتطلب لقاء بين حركتي فتح وحماس يتبعه لقاء لكافة القوى السياسية للاتفاق على المرحلة القادمة ولكن بعد أن تعلن حماس عن المقاربة المطلوبة لعقد اجتماع المصالحة، ليتم بعدها تشكيل حكومة، دون التوقف طويلا أمام اسمها سواء حكومة وطنية أو حكومة توافق أو تكنوقراط، فالمهم هو مبدأ التوافق بين الجميع، الذي سيظل سيد التشكيل".

وأضاف: "إن مهمة الحكومة القادمة هي العمل مع المجتمع الدولي من أجل إعادة إعمار في قطاع غزة، وتفويضها لتوحيد مؤسسات الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهيئة الشعب الفلسطيني لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لبناء شراكة سياسية بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني".

ودعا الرجوب الى عقد اجتماع المصالحة تحت الرعاية المصرية لتحقيق الإجماع الوطني سواء على البرنامج السياسي أو الإجماع على وحدة ومفهوم النضال والمقاومة أو شكل الدولة و آليات إجراء الانتخابات، مثمناً دور مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه إلى جانب مصر يظل هناك مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول العربية حيث وحدة الموقف، بمعزل عن التجاذبات و المصالح، فقط لتبقى القضية الفلسطينية دائما هي قضية العرب المركزية.

كما وأكد، أن الظروف المترتبة على السابع من أكتوبر تقتضى مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني والتي عنوانها "منظمة التحرير الفلسطينية"، والتي يظل الخلاف معها فلسطينياً مشروعاً على ألا يرتقى لمستوى الطعن في شرعية التمثيل بغض النظر عن المحتوى السياسي أو التنظيمي.

وقال الرجوب: "مما شك فيه أن أحد أهم امتدادات السابع من أكتوبر هو التحول الدولي الذي ارتقى لمستوى الإجماع لوجوب حل سياسي للصراع يتمحور في الهوية الوطنية الفلسطينية بمنطق الدولة و السيادة كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع، إضافة لظهور إجماع بأن السلطة الوطنية هي الأداة التنفيذية في هذه المرحلة لتوفير الرعاية للشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية".

وأكد الرجوب أن المسؤولية تحتم علينا تطوير الأداة وآليات العمل من أجل أن تصبح السلطة الفلسطينية قادرة على الاستجابة لاستحقاقات المرحلة، والتي يجب أن يتحقق فيها أولا وحدة الأراضي وأيضاً وحدة النظام السياسي والقيادة و القرار الفلسطيني، مضيفاً أن المجال لم يعد مناسبا للصراعات والتجاذبات التي أصبحت غير قادرة على احتواء القضية خارج نص الإجماع الوطني الفلسطيني.

وقال: "نحن في حركة فتح  منذ الأسبوع الأول للحرب قيمنا ما حدث باعتباره صرخة بكل المعاني لتذكير العالم بمأساة شعبنا ولتعرية الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته لإنهاء القضية الفلسطينية، وعليه انتهجنا من اليوم الأول سياسة ترتكز على أن ما حدث في السابع من أكتوبر هو دفاع عن النفس ويتحمل مسؤوليته الاحتلال، فنحن في حركة فتح والعقلاء في (الإسلام السياسي) لم نتعرض للمدنيين الإسرائيليين قتلا أو خطفا ولا يمكن أن نتبنى الموقف الإسرائيلي المعادي بما في ذلك موقف الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية التي بدأت تتصرف كأن الاحتلال لأراضي الفلسطينية بدأ في 7 أكتوبر فقط".

وقال: "إن موقفنا في حركة فتح هو ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وهو الهدف والمقدمة لفتح أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، ورفض ومنع  الهجرة والتهجير في غزة والضفة الغربية وشرق القدس"، مشيراً إلى أن إسرائيل قامت أثناء هذه الحرب بتهجير  16 تجمعاً سكانياً فلسطينياً داخل الضفة الغربية وشددت الحصار الخانق على الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقال: "إن عدد الشهداء في الضفة الغربية وصل 420 شهيد والمعتقلين إلى حول  5000 أسير والمصابين إلى أكثر من 2500، وتم تدمير المزارع والبيوت، مشدداً على أهمية الإغاثة وتدفقها وتوفير الدواء والغذاء وكل مستلزمات الحياة والصمود لحوالي 2.4 مليون مواطن فلسطيني في غزة".

وأضاف: "يجب أن نخلق من هذه المأساة فرصة لإنجاز وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي يجب أن ترتكز على قرار فلسطيني ذاتي يجدد التأكيد على مرجعية قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع،  وهذه الوحدة قادرة على تقديم مفهوم شامل لشكل دولة المستقبل التي ستكون حاضنة لكل الفلسطينيين في إطار حياة ديمقراطية وتعددية سياسية وحرية تعبير واعطاء كافة الحقوق للمرأة وسيادة القانون تحت سلطة واحدة  وسلاح واحد ، وأي حديث خارج ذلك ليس له علاقة بحركة فتح وهذا الحديث تم  الموافقة عليه بالإجماع في اللجنة المركزية".

وقال الرجوب: "نحن نخوض معركة في ثلاث جبهات، فعلى الأرض نخوض معركة الدفاع بدءاً من رفح حتى جنين أمام العدو الذي يرغب في شطب فلسطين أرضاً وشعباً ولعل من أبرز أدواته هو تكريس الانقسام و تعميق الشروخ، إضافة إلى الإرهاب الرسمي بكل أشكاله باعتباره أداة مباشرة لهذا الاحتلال، أما الجبهة الثانية فمن خلال مسؤولية السلطة والبعثات والجاليات والأحرار في العالم من أصحاب الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية من خلال المحافل الدولية، فمما لا شك فيه أن هناك حالة متطورة من التناغم مع العرب و أيضا حوار العالم، حيث نجد أن الجميع يعمل لمحاصرة الرواية الإسرائيلية القائمة على إدانة صاحب الحق، ولكن كما بدا واضحا أن النتيجة هي أن الاحتلال هو من أصبح محاصر و ليست القضية الفلسطينية.. أما الجبهة الثالثة فهي من خلال إنهاء الانقسام و إنجاز الوحدة، معربا عن تطلع الغالبية في حركة فتح لخارطة طريق تقود الجميع لشاطئ أمان،كما أكد أن الغالبية في فتح أيضا تؤمن بالمطلق أن حركة حماس أو الإسلام السياسي كان جزء من النسيج النضالي الاجتماعي للشعب الفلسطيني كما أنهم مازالوا و سيبقوا جميعا هكذا، مؤكدا أن حركة فتح هي حركة تحرر وطني و ليس حركة انتهازية تعمل على نتائج العدوان الآحادي على الشعب الفلسطيني سواء كان في غزة أو غيرها من الأراضي الفلسطينية.

القدس