أول مستشفى خيري للتأهيل في الخليل

ضمن استراتيجيتها للعمل على رفع الاستعداد والجاهزية لمواجهة الكوارث، وتوفير خدمات طبية تلبي احتياجات المواطنين، وفي ظل الحاجة لتأهيل مصابي الجلطة الدماغية او اصابات الدماغ، حيث باتت الحاجة ماسة لتقديم خدمات التأهيل للمواطنين في محافظة الخليل بشكل خاص ولأبناء الضفة او قطاع غزة بشكل عام، في ظل الحرب التي تمارسها حكومة الاحتلال على كافة المناطق في فلسطين، وتقطيع اواصل المدن من خلال الحواجز العسكرية الاسرائيلية، لهذه الاسباب برزت أهمية ايجاد مركز متخصص للتأهيل، فكان مشروع مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل في مدينة الخليل.

وقال الدكتور أكرم عمرو، رئيس اللجنة المشرفة على إنشاء المستشفى، إن فكرة اقامة المستشفى هي فكرة قديمة جديدة، نظراً لحاجة الناس في منطقة الجنوب خاصة لمثل هذا المستشفى المتخصص بالتأهيل.

وأضاف، الفكرة جاءت من خلال متابعة الحالات التي كانت تصاب بجلطات دماغية او اصابات الدماغ وتحتاج الى أسرة للتأهيل، حيث كانوا ولا زالوا ينتظرون أشهر حتى يحين موعدهم في المراكز والمستشفيات خارج محافظة الخليل او في الخليل، على الرغم من حصول بعضهم على تحويلات من وزارة الصحة، فكان بعضهم ينتظر شهرين حتى يحين موعده، نظراً لأعداد المرضى الكثيرة، اضافة الى التكاليف التي يدفعها محتاج هذه الخدمة وأسرته خارج الخليل.

وأردف في حديثه:" مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل، سيقدم العديد من الخدمات التأهيلية الشاملة، على أعلى المستويات، وسيتمكن بالدرجة الرئيسية من لا يملك تكاليف العلاج من الحصول على هذه الخدمات التي هي حق له".

وقال د. عمرو:" مهمتنا هي خدمة المرضى بغض النظر عن أسباب الاصابة، سواء اصابات حوادث السير، او اصابات العمل، بالاضافة الى جلطات دماغية، وحتى اصابات الحروب..".

وحول أقسام المستشفى وطواقه، اوضح رئيس اللجنة المشرفة على مشروع مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل، بأن مساحة المستشفى حاليا هي 3900 متر مربع، وعدد طوابق المستشفى تبلغ 6 طوابق مع رووف، وفيه خدمات العلاج المائي، وحدة متابعة مرضى الجلطات الدماغية، وقسم متابعة عمليات القلب المفتوح، قسم العلاج الطبيعي والتأهيل، قسم العلاج الوظيفي، قسم علاج النطق ومشغل الاطراف الصناعية بالاضافة الى قسم خاص لإعارة واعادة تصليح وتعقيم الاجهزة الطبية المساندة لدى الناس، وهم حاليا يقدمون خدمة توفير الكراسي لكل من يحتاجها وبامكان من يحتاجها التقدم بطلب للحصول عليه، كما ان الجمعية تقوم باستلام الادوات والاجهزة الطبية المساندة التي لا يحتاجها الناس، وتعيد تسليمها لمحتاجين آخرين.

وأشار عمرو، الى ان الجمعية، لم تكن تمتلك الموادر المالية الكافية لبناء المستشفى، ولكن بفضل جهود الخيرين من كافة مناطق محافظة الخليل. مضيفاً :" بناء المستشفى جاء بتبرع سخي من قبل المحسنين والخيرين، الذين ذهبوا باتجاه حل لمشاكل تعاني منها محافظة الخليل، وجنوب الضفة الغربية، بشكل عملي من خلال تبرعاتهم لبناء المستشفى بطوابقه المتعددة، وتقديمهم فرصة العلاج لمن يحتاجها.

وحول تأثيث المستشفى وامداده بالاجهزة وتشغيله بالطواقم الطبية والفنية، أوضح بأن الجمعية منذ عامين وهي تستثمر في الكوادر الطبية، حيث تم ارسال العديد منهم لدورات خارجية والحصول على تدريبات متقدمة في علاجات التأهيل، وهم يحرصون على ان يقدم مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل خدمات متطورة لمحتاجي هذه الخدمات وفق المعايير الطبية والتأهيلية العالمية.

وأضاف عمرو:" من المتوقع ان يبدأ المستشفى العمل في استقبال الحالات المرضية في غضون العامين القادمين، وسيتم التعامل مع الحالات وفق ما يتطلبه العلاج، وبحسب البرامج المعدة، والتي سيتم اعدادها لكل حالة، ولدينا خطط طموحة لجلب أحدث التكنولوجيا و الأجهزة والأدوات المستخدمة في التأهيل، لتقديم افضل خدمة في هذا المجال لمحتاجيها".

وزاد في حديثه:" نحن نسابق الزمن، لافتتاح هذا المستشفى نظراً للحاجة الماسة اليه، والكل معرض لان يحتاج خدمات المستشفى في ظل الظروف التي نعيشها، وكلنا ثقة بالمحسنين والمحسنات من أبناء هذا البلد، بأن يقدموا العون ويتبرعوا بسخاء لشراء الاجهزة، وتشغيل المستشفى".

وأعرب عن أمله، بأن يتم افتتاح المستشفى في أسرع وقت ممكن، ليكونوا على جاهزية للتعامل مع الاحداث المؤسفة والتي قد تصيب أي شخص بأذى.