حماس تحمّل "إسرائيل" تبعات فشل المفاوضات بعد مجزرة الجوعى

أدانت حركة حماس المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق المئات من الفلسطينيين، أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية قرب دوار النابلسي بمدينة غزة، محمّلةً الاحتلال تبعات فشل المفاوضات الجارية بشأن الهدنة في القطاع، بسبب تلك الجرائم، في حين قال جيش الاحتلال إنه لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي للمنطقة.

وقالت الحركة في بيان لها، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، "إن المجزرة الجديدة تضاف لسلسلة المجازر الطويلة التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني، غير مكترثٍ بعواقب أفعاله الإرهابية، بسبب غطاء وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في عدوانه".

الحركة أكدت أن "هذه المجزرة تأتي في إطار حرب التجويع التي ينفذها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا، الهادفة لتهجيره عن أرضه، تنفيذاً لمخططه الخبيث، الرامي لطمس القضية الفلسطينية".

ووفق بيان الحركة، فقد دعت حماس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي للانعقاد العاجل، لاتخاذ قرارات تُلزم الكيان المجرم بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة، بالإضافة إلى وقف كافة انتهاكاته للقوانين الدولية، وانتهاكه لمقررات محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي.

كما طالبت الحركة بحسب البيان "الدول العربية بشكلٍ خاص بالخروج عن مربع الصمت تجاه ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة صهيونية، والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والذي أكد على كسر الحصار الصهيوني، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية فوراً لقطاع غزة".

في سياق متصل، دعت الحركة "شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة، تنديداً بالمذبحة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني، وضغطاً على الحكومات لاتخاذ مواقف فاعلة وقوية ضد الكيان وقادته النازيين مجرمي الحرب".

وجددت حماس تأكيدها أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبون بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية لوقف هذا القتل الجماعي لأبناء الشعب الفلسطيني، ووقف جريمة العصر التي يرتكبها الكيان المجرم جهاراً نهاراً، كما أنهم مطالبون باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوصيل المساعدات الغذائية الطارئة بشكلٍ آمن لأبناء شعبنا في كافة أنحاء القطاع.

اختتمت الحركة البيان قائلة: "إننا وفي ضوء استمرار المجازر نؤكد أن المفاوضات التي تجريها قيادة حماس ليست عمليةً مفتوحة على حساب دماء أبناء شعبنا، وإن العدو الصهيوني يتحمل تبعات فشل المفاوضات، ما دام يُمعن في جرائمه ضد شعبنا".

وفي وقت سابق الخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مقتل أكثر من 70 فلسطينياً وإصابة ما يزيد عن 250 آخرين، جراء استهداف إسرائيل لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة في منطقة دوار النابلسي.

في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ليس على علم بقصف منطقة غربي مدينة غزة، مضيفاً: "لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي في المنطقة".

من جهتها، أدانت الرئاسة  الفلسطينية  مجزرة "دوار النابلسي" بمدينة غزة، وقالت إن الصمت الدولي يشجع على استمرار ارتكاب المجازر.

وتزامنت "المجزرة" الجديدة مع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 30 ألفاً.

ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية.

وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، اضطر سكان محافظتي غزة وشمال القطاع إلى اللجوء إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.

وفي 19 فبراير/شباط الجاري، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل "تهديداً خطيراً" على صحتهم، خاصةً مع استمرار الحرب المدمرة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".