استشهدت امرأة وطفلة في عدوان إسرائيلي جديد على قرية مجدل زون جنوبي لبنان، اليوم الأربعاء، بعد أيام من تعهد حزب الله بأن تدفع إسرائيل ثمن قتل المدنيين.
وقال والد الطفلة أمل حسين الدر (5 سنوات) في تصريحات لجريدة الأخبار إنها طلبت زيارة قريتهم التي فروا منها بعد اندلاع الأعمال القتالية.
حسين الدر، والد الطفلة أمل (6 سنوات) يتحدّث عن ملابسات استـ شهادها جراء الغارة التي استهدفت منزلاً في بلدتها المنصوري قبل ظهر اليوم : ابنتي #أمل_حسين_الدر زهرة في كشـافة الرسالة الاسلامية استشـ هدت فداء للجنوب 🥀 pic.twitter.com/1FiCwQwhb1
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على القطاع الغربي وتحديداً على أم التوت وشيحين. وطال القصف المدفعي أطراف بلدات علما الشعب والضهيرة والجبين وطير حرفا.
وتأتي هذه الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة بعد استهداف مبنى في النبطية سقط ضحيته مدنيون بينهم 7 من عائلة واحدة، وبعد استهداف معامل في بلدة الغازية، إضافة إلى استهداف ليلي لجبل صافي بين منطقتي جزين وجباع، ما يؤشر إلى نوايا إسرائيل بتوسعة رقعة المواجهات إلى ما بعد نهر الليطاني بهدف استدراج حزب الله إلى الرد، ما يفتح الوضع على كل الاحتمالات أو بهدف كسر معادلة الرد، التي أعلن عنها أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وهو ما أكد عليه صراحة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت.
وكان غالانت قال “إن معادلات الأمين العام للحزب حسن نصرالله تنهار حيث يعمل سلاح الجو الإسرائيلي في جميع المناطق في لبنان”. وأضاف غالانت خلال تفقده البالون العملاق الجديد في شمال فلسطين المحتلة الذي يكشف الصواريخ: “المعادلات التي اعتقد حزب الله أنه أوجدها تنهار عندما يقرّر سلاح الجو والجيش الإسرائيلي الهجوم: في دمشق، في بيروت، في صيدا، في النبطية، في كل مكان، يقومون بهذا العمل ولا توجد معادلة تقف في الطريق”.
حزب الله يرد
رد حزب الله باستهداف تجمعات لجنود الاحتلال في مستعمرات أفيفيم والمطلة وشوميرا وإيفن مناحم. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن أضرار وقعت بمصنع ومنزلين في المطلة. كذلك قصف الحزب موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع زبدين وثكنة زرعيت. وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن سماع دوي انفجار ضخم في طبريا من دون أن تتضح طبيعته.
خرق القرار 1701
تزامناً، ردت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة على التهديدات التي أطلقها مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، حول نية إسرائيل تنفيذ القرار 1701 بالقوة خلال الأسابيع المقبلة، فأكدت أن “مَن يقوم بخرق القرار 1701 هي إسرائيل، وخروقاتها البرية، البحرية والجوية موثقة لدى مجلس الأمن منذ سنة 2006 وقد تجاوزت الـ 30 الف خرق، إضافة للاعتداءات اليومية على القرى الجنوبية اللبنانية، التي أدت إلى قتل عشرات المدنيين، وتهجير عشرات آلاف المواطنين ودفعهم للنزوح عن قراهم، بسبب القصف المركز والغارات اليومية واستعمال المسيرات الهجومية الذكية، وقذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، والتي أتت على أكثر من مئة ألف شجرة زيتون”.
وقالت البعثة في بيان “لقد أكد لبنان مراراً وتكراراً على لسان كبار المسؤولين أنه لم يرد يوماً الحرب ولا يسعى إليها اليوم أو مستقبلاً، وأبدى لبنان التزامه الكامل بالتفاوض والبحث عن حلول سلمية تحفظ حقوقه المشروعة من خلال التطبيق الشامل والمتوازن لمندرجات القرار 1701، كما ضمن وزير الخارجية والمغتربين في خطابه أمام مجلس الأمن بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2024 حول الوضع في الشرق الاوسط، تصوراً للحل المتكامل للوضع في جنوب لبنان ضمن سلة واحدة غير مجتزأة. في المقابل، تستمر التهديدات الاسرائيلية على لسان كبار المسؤولين والتبشير بالقتل والخراب والدمار، ومنها ما قاله المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة مما يظهر نيات إسرائيل المبيتة بتوسيع رقعة الحرب، ومحاولة للبحث عن ذريعة لشن عدوان على لبنان. وعليه يسأل لبنان ألم يحن الوقت لتعطي إسرائيل العقل، والمنطق، والسلام فرصة بدل الاستمرار بسياسة القوة، والإحتلال، والتهديد، والقتل، والحرب؟”. وأعلنت “أن لبنان يطالب الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة، بالاخص مجلس الأمن، بإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وخروقاتها لسيادة لبنان، والبدء بمفاوضات من خلال الأمم المتحدة للالتزام بالقرار 1701 كاملاً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بحثاً عن الحل السياسي المنشود وحفاظاً على السلم والأمن الإقليميين”.
استدارة التيار
وفي إطار المشاورات حول الوضع الجنوبي، يلتقي وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بعد ظهر الخميس، وفداً من الكونغرس الأمريكي يضم السناتور ريتشارد بلومنتال والسناتور كريستوفر كونز وترافقهما السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون، بعدما كان الوفد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث جرى استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعداونها على قطاع غزة والقرى والبلدات اللبنانية الجنوبية.
بدوره، قام وزير الداخلية بسام مولوي بزيارة مدينة صيدا بعد يومين على استهداف بلدة الغازية التي تقع جنوب المدينة. وأعرب مولوي “عن التضامن الكامل مع الأبرياء في الجنوب”، لافتاً إلى “أن كل عدوان يطال الآمنين هو مدان ومصيره أن ينتهي”. وقال بعد ترؤسه اجتماعاً امنياً في سرايا صيدا، “الدولة اللبنانية تعمل بالإمكانيات الموجودة لمساعدة النازحين من الجنوب، ونؤكد ان الجنوب الصامد وأهله سينتصرون ونحن معهم وإلى جانبهم”، داعياً “إلى تجنيب الجنوب ولبنان كأس الحرب”.
إلى ذلك، بقيت الاستدارة السياسية التي قام بها مؤسس التيار الوطني الحر الرئيس ميشال عون ورئيسه النائب جبران باسيل عن حزب الله الحليف في “تفاهم مار مخايل” محور متابعة بعدما أعلن كل منهما مواقف معترضة على إسناد غزة وعلى وحدة الساحات. وانتقد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان الاستفاقة المتأخرة للتيار، وقال “إن الجنرال ميشال عون تأخر كثيراً بدعوة حزب الله إلى عدم ربط مصير لبنان بغزة وبرفضه وحدة الساحات ومقولة إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان”.