وصفت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ممرّ آمن للمواطنين في رفح بأنه "خداع للعالم" لتمرير التهجير القسري خارج غزة، داعية الإدارة الأمريكية إلى عدم البقاء "رهينة" للسياسة الإسرائيلية.
وقال متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، إن "على الإدارة الأميركية ألا تبقى رهينة للسياسة الإسرائيلية، خاصة أن المنطقة باتت على مفترق طرق، واستمرار الحرب على الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى توسّعها إقليميًا".
وأضاف: "يجب وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني فورا، ووقف المجازر التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة يوميًا، وخاصة إذا شن جيش الاحتلال هجومًا بريًا على مدينة رفح (جنوب) المكتظة بالنازحين"، رغم تحذيرات دولية من إبادة قد تنتج عن ذلك.
وأردف: "على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية التحرك بشكل عاجل لإجبار إسرائيل على وقف هذا الجنون قبل فوات الأوان، ومنعها من التقدم برًّا نحو مدينة رفح، لأن حدوث ذلك يعني سقوط الآلاف من الضحايا".
كما أكد على أن "حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ممر آمن للمواطنين محضُ ترّهات وخداع للعالم، لأنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، ولا يمكن عودة المواطنين في ظل القصف المتواصل على وسط وشمال القطاع".
وأكد رفض أي توجّه للتهجير القسري لأهالي غزة بالقول إن "حدوث نكبة جديدة وتهجير قسري خارج القطاع أمر مرفوض ولن نسمح به".
وشهدت رفح فجر الاثنين ليلة دامية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى إثر غارات إسرائيلية عنيفة، واشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي شمال غرب المدينة المكتظة بالنازحين، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية.
وكان متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، روى ما قال إنها تفاصيل "تحرير" أسيرين فجر الاثنين، في عملية عسكرية برفح ارتكب خلالها مجازر وفق حركة "حماس".
وأفاد مراسل الأناضول بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت مساء الأحد وفجر الاثنين، قصفًا عنيفًا استهدف نازحين قرب الحدود المصرية ومنازل سكنية، كما قصفت الزوارق الحربية شاطئ البحر.
وذكر أنه دارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات خاصة من الجيش الإسرائيلي توغلت شمال غرب رفح، إلى جانب إطلاق الطيران المروحي نيران أسلحته الرشاشة تجاه المواطنين والنازحين.
ومنذ 129 يوما تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الأحد "28 ألفا و176 شهيدا و67 ألفا و784 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة لأول مرة منذ تأسيسها.