نتنياهو يتعهَّد بتوسيع التطبيع بعد الحرب على غزة.. زعم أن “النصر” سيضمن للاحتلال “اتفاقيات جديدة”

3000-1170x600.jpg

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، أن ما سماه "النصر بالحرب" على قطاع غزة، سيضمن لإسرائيل "اتفاقيات سلام جديدة"، وذلك خلال لقاء نتنياهو جنوداً إسرائيليين في اللطرون بضواحي القدس الغربية المحتلة، وفق تصريح مكتوب صادر عن مكتبه.

في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إن "تطبيع العلاقات مع السعودية، هو مفتاح الخروج من الحرب، وإلى أفق جديد".

من أجل "اتفاقيات تاريخية"

في المناسبة نفسها، قال نتنياهو، إن "النصر الكامل (في غزة) هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله ضمان اتفاقيات سلام تاريخية إضافية تنتظرنا".

كما أضاف نتنياهو في حديثه للجنود أن "النصر الكامل سيوجّه ضربة قاتلة لمحور الشر: إيران، وحزب الله، والحوثيين، وبالطبع حماس".

ثم تابع: "ليس هناك بديل عن النصر الكامل، ومن دونه لن يعود النازحون (الإسرائيليون من جنوبي وشمالي إسرائيل)".

وزعم نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي تمكّن من "تدمير أكثر من نصف قوتهم (حماس)، لقد دمرنا 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة".

وقال: "لن نوقف الحرب دون تحقيق هذا الهدف، وهو النصر الشامل الذي سيعيد الأمن إلى الجنوب والشمال".

ولم يصدر تعقيب فوري من "حماس" على تصريحات نتنياهو حتى الساعة 14:45 (ت.غ)، إلا أن القيادي في الحركة أسامة حمدان قال في حديث سابق للأناضول، إن "حماس" تصر على وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل المناطق التي توغل إليها.

اتفاقيات التطبيع

قبل أن يشن الاحتلال الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت السعودية تجري مفاوضات بشأن تطبيع محتمل للعلاقات مع إسرائيل، بوساطة الولايات المتحدة، إلا أن محللين اعتبروا أن الحرب أرجأت المفاوضات بين الطرفين.

منتصف سبتمبر/أيلول 2020، وقَّعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، في البيت الأبيض بواشنطن، اتفاقيات لتطبيع العلاقات برعاية الولايات المتحدة، وذلك بعد مرور 26 عاماً على آخر اتفاق وقّعته إسرائيل مع دولة عربية وهي الأردن.

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الإثنين 27 ألفاً و478 شهيداً و66 ألفاً و835 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

مساعٍ جديدة للإطاحة بنتنياهو

في سياق متصل، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الاثنين، دعمه الإطاحة بزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو من رئاسة الحكومة.

موقف لابيد جاء في معرض تعليقه على تقرير نشرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن تحرك زعيم "الوحدة الوطنية" الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، للإطاحة بنتنياهو.

وكتب لابيد عبر حسابه على منصة "إكس"، إن حزبه "هناك مستقبل، سيعطي أصواته الـ24 لأي خطوة من هذا القبيل (تنحية نتنياهو)".

الإثنين أيضاً، قالت إذاعة الجيش إن غانتس، حاول الإطاحة برئيس الوزراء نتنياهو، مستعيناً بأعضاء من حزب "الليكود" الذي يتزعمه الأخير.

بحسب الإذاعة أجرى مبعوثون نيابةً عن غانتس اتصالات مؤخراً مع وزراء وأعضاء كنيست من "الليكود" في محاولة للترويج لاستبدال نتنياهو في الكنيست.

كما أضافت: "قيل لأعضاء الليكود إنهم إذا نجحوا في سحب الثقة عن نتنياهو (في الكنيست)، بحيث لا يتم إسقاط الحكومة، فإنهم سيهتمون بمستقبلهم السياسي في حزب الوحدة الوطنية".

وتقضي الفكرة بإسقاط نتنياهو واستبداله بمرشح آخر من حزب "الليكود" الذي يتزعمه.

في هذا الصدد، قالت الإذاعة إن المقرّبين من غانتس اقترحوا مرشّحين مختلفين من "الليكود" لمنصب رئيس الوزراء، ولم يطالبوا بتعيين غانتس في المنصب، دون ذكر الأسماء.

كما أشارت إلى أن "الفكرة الأساسية هي تعيين مرشح متفق عليه لفترة محددة، يتعهد بعدم الترشح لرئاسة الليكود في المستقبل". ولفتت الإذاعة إلى أن "غانتس اختار عدم التعليق على التقرير".

يشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، برزت دعوات لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، لكن نتنياهو رفض الفكرة في وقت الحرب. ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء، إضافة إلى اتهام حكومته بالفشل بكشف والتعامل مع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.