نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته سمر سعيد من دبي قالت فيه إن الوسطاء بين حماس وإسرائيل بشأن الإفراج عن ما أسمته “الرهائن الإسرائيليين” لدى الحركة في غزة، فهموا أنها منفتحة على صفقة توقف في القتال طويلة نسبيا مقابل الإفراج عن بعض “الرهائن”.
ويعتبر هذا تحولا في موقف حماس التي أصرت في الماضي على وقف دائم لإطلاق النار مقابل الإفراج عن “الرهائن” حيث أخبر المسؤولون فيها الوسطاء الدوليين أنهم منفتحون على مناقشة هدنة يتم فيها الإفراج عن بعض “الرهائن” الإسرائيليين مقابل توقف طويل للقتال، وذلك حسب مسؤولين مصريين. وفي الماضي أصرت حماس على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية كثمن “للرهائن”.
ولم تحصل الصحيفة على تأكيد لا من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو حركة حماس.
ويأتي العرض في وقت حاصرت فيه القوات الإسرائيلية مدينة خان يونس، في جنوب القطاع، حيث “تعتقد إسرائيل أن قادة حماس مختبئون مع الرهائن فيها”. وقال المسؤولون المصريون إن حماس عبرت عن انفتاح على صفقة للإفراج عن النساء والأطفال المتبقين، كما وافقت في تشرين الثاني/نوفمبر على صفقة أفرجت فيها عن المدنيين من النساء والأطفال مقابل سجناء فلسطينيين وتهدئة استمرت أسبوعا. ولا تزال تحتفظ بـ”130 رهينة”، بمن فيهم 19 امرأة وطفلان، حسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعض النساء جنديات في الجيش الإسرائيلي وخمسة يعتقد أنهن قتلن حسب السلطات الإسرائيلية.
ويقول الوسطاء إن التحرك من حماس، جاء بعد مقترح إسرائيلي للإفراج عن كل “الرهائن” مقابل هدنة لمدة شهر وسحب بعض القوات من مناطق في القطاع وحرية الحركة للسكان فيه. وبعد تبادل الأسرى والسجناء في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، رفض الطرفان عدة مقترحات قدمت عبر قطر ومصر.
وتعلق الصحيفة أن التطور الأخير وإن كان إيجابيا إلا أن الصفقة غير قريبة، ويمكن أن تنهار المحادثات كما انهارت أخرى، حسب المسؤولين. وأخبر المسؤولون الإسرائيليون الوسطاء القطريين والمصريين أنهم يشكون بحصول اختراق في المحادثات، إلا أنهم مستعدون لمواصلة النقاشات. ودعا الدبلوماسيون المشاركون في المحادثات الطرفين للموافقة على عملية مرحلية، تبدأ أولا بالإفراج عن “الرهائن” وتقود في النهاية لانسحاب القوات الإسرائيلية ونهاية حرب غزة.
وتركت الحرب أثرا مدمرا على القطاع، حيث تم تشريد معظم السكان وتدمير بيوتهم ومقتل أكثر من 25,000 غزي، معظمهم من النساء والأطفال. ووصل مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغيرك إلى المنطقة ويواصل محادثاته من أجل صفقة “رهائن” محتملة، حسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الذي قال إن “المناقشات هادئة وجدية”، لكنه قال إن الولايات المتحدة ستدعم وقفا لإطلاق النار من أجل إخراج “الرهائن” وإدخال مساعدات للقطاع أو “هدنة إنسانية”. وترى الولايات المتحدة ومصر وقطر في الإفراج عن “الرهائن” فرصة لوقف الحرب المدمرة في غزة.