حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، من تدهور الأوضاع الإنسانية في محافظتي غزة والشمال، جراء استمرار العدوان والحصار الإسرائيليين، اللذين يمنعان إيصال المساعدات.
وقالت الجمعية في بيان، اليوم الخميس، إن نحو 800 ألف مواطن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ونقص المياه النظيفة، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، عدا عن شح كبير في المواد الأساسية، بما في ذلك الخبز والخضراوات وحليب الأطفال والأدوية والفوط الصحية، ما أدى لتفاقم الصعوبات التي يواجهها الموطنون.
وأشارت إلى أن المواطنين يلجأون لطحن البقوليات، لمحاولة صنع الخبز لانعدام الطحين، لافتة إلى أنهم باتوا يعانون مع تفاقم الوضع في فصل الشتاء من البرد الشديد، وندرة وسائل التدفئة والبطانيات والتغذية السليمة، خاصة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بغالبية المنازل وتحطم نوافذها.
وناشدت الجمعية، المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية الدولية التدخل العاجل بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح، بفتح ممر إنساني آمن يضمن وصول المساعدات إلى شمال القطاع، بما في ذلك المستلزمات الطبية والوقود، وتفعيل برامج الإغاثة، وإعادة احياء المنظومة الصحية في محافظتي غزة والشمال.
وشددت على أن استمرار منع الاحتلال إدخال الوقود الى شمال القطاع، يهدد بتوقف عمل مركبات الإسعاف المتبقية ومولدات الكهرباء في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي، عدا عن الظروف غير الآمنة في هذه المناطق التي تعرقل حركة سيارات الإسعاف وفرق الإغاثة، ما يعيق تقديم الخدمات الإنسانية الحيوية.
وقالت الجمعية، إن فريق التقييم والتنسيق الميداني التابع لها، الذي وصل مدينة غزة قبل خمسة أيام، عمل على تحديد الاحتياجات والأولويات لإعادة تفعيل تدخلات الجمعية واستجابتها في غزة وشمالها، وتم إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ في محافظة غزة، بعد أن توقفت قسرا قبل نحو شهرين، كما عمل على حصر الأضرار التي خلُفها الاحتلال الاسرائيلي في مبنى مستشفى القدس، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تشغيل المستشفى تدريجيا، لا سيما أنه قد تعرض للحريق وتم تدمير كافة الأجهزة الطبية بداخله.
وأضافت أن فريقها قام بزيارة المستشفيات العاملة بشكل جزئي في غزة والشمال، للاطلاع على قدرتها التشغيلية الحالية، وأهم التحديات التي تواجه الطواقم الطبية، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تشغيل المستشفيات بشكل كامل، وتم وضع خطة للبدء في برنامج إغاثي شامل للمواطنين في المحافظتين، وبحث سبل تفعيل برنامج المساعدات الإنسانية فيهما بالتعاون مع المجتمع المحلي، لتسهيل مهمة التوزيع، والوصول الى الفئات الأكثر تضررا.
وأكدت ضرورة السماح بإجلاء الإصابات الخطيرة، ومرضى السرطان من شمال قطاع غزة، لتلقي العلاج في الخارج.