دعت ابنة الضابط الطيار الإسرائيلي رون أراد، المفقود منذ عام 1986، الحكومة الإسرائيلية لتقديم تنازلات والتفاوض مع حركة “حماس”، من أجل إعادة الأسرى لديها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان أراد، ضابطا طيارا في سلاح الجو الإسرائيلي، رجحت تقارير إعلامية عبرية أن تكون “حركة أمل” اللبنانية قبضت عليه في 1986، وسلمته إلى “حزب الله” إبان سنوات الصراع في جنوب لبنان (1985 ـ 2000).
وكتبت يوفال أراد على فيسبوك، الخميس: “منذ الأسبوع الأول بعد ذلك السبت الأسود (7 أكتوبر 2023) عندما بدأت أفهم حجم الكارثة التي حلت بأمتنا، كنت أتتبع تاريخ عائلتنا، وكل ما أريد فعله هو الصراخ. لأن التاريخ لا يعيد نفسه أمام عيني فحسب، بل يبدو أن الناس يرفضون التعلم من التاريخ”.
وأضافت: “قيل لنا أيضا (في 1986) الجميع سيعودون، وقالوا لنا (الحكومة الإسرائيلية آنذاك) نحن نفعل كل شيء وإنه علينا الصبر”.
وبكلماتها حاولت يوفال المقارنة بين عائلات إسرائيلية فقدت ذويها في أحداث سابقة، والعائلات التي لديها محتجزون في قطاع غزة الآن، ومدى التشابه في الكلمات والسياسات التي تعتمدها الحكومات الإسرائيلية على اختلاف الوقت مع المواقف ذاتها.
وتابعت: “لقد أحصينا الأيام والليالي والأسابيع والشهور والسنوات، وتوسلنا أيضا إلى الصليب الأحمر، وسافرنا حول العالم للقاء المسؤولين الدوليين لممارسة الضغط”.
واعتبرت ابنة الضابط الإسرائيلي المفقود أن “إعادة المحتجزين تتطلب من صناع القرار، الحكومة وزعيمها، اتخاذ قرارات صعبة”.
وفي السياق، دعت يوفال الحكومة الإسرائيلية للـتفاوض مع حركة حماس وتقديم “تنازلات مؤلمة”، على حد وصفها.
والخميس، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إنه يعتقد أن “حركة أمل قبضت عليه (رون أراد) عام 1986 بعد أن خرج من طائرته خلال عملية في جنوب لبنان، وتم تسليمه لاحقا إلى حزب الله”.
وأضافت: “رغم أنه من المفترض أنه توفي منذ سنوات عديدة، فإن أراد تم إدراجه رسميا على أنه مفقود في العمل”.
وسبق لصحف عربية ودولية عدة أن اعتبرت واقعة اختفاء آراد “لغزا حيّر” إسرائيل.
وفي 2006، نفى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله علمه بمصير رون آراد، وقال في مقابلة متلفزة حينها إنه يعتقد أن الأخير “ميت وضائع”.
وترفض الحكومة الإسرائيلية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الشرط الأساسي الذي وضعته حركة “حماس” من أجل العودة لمسار المفاوضات والتوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة.
وأسفرت الهدنة المؤقتة التي انتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي بين إسرائيل وحركة “حماس”، عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين، بينهم 81 إسرائيليا و23 مواطنا تايلانديا وفلبيني واحد.
وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن إسرائيل أطلقت بموجب تلك الهدنة، سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها (71 أسيرة و169 طفلا).
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، لا يزال 136 محتجزا في قطاع غزة.