شنت روسيا، فجر الجمعة، أكبر هجوم بالصواريخ بما فيها فرط صوتية منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا، مستهدفة البنية التحتية لهذا البلد. ولم يعد الغرب يتحدث عن الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، ولا يعلق على الهجمات لتفادي المقارنة بين موقفه في هذا الملف وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
في هذا الصدد، يفيد عدد من المواقع المتخصصة في القضايا العسكرية والجيوش مثل “ميتا ديفانس” بتنفيذ القوات الجوية الروسية هجوما على نطاق غير مسبوق ضد البنيات التحتية الأوكرانية. وأطلقت القاذفات الاستراتيجية الروسية من طراز Tu-95 وربما Tu-160، خلال هذا الهجوم، مئة صاروخ كروز Kh-101 وKh-555 وربما أكثر باتجاه أهدافها الأوكرانية، مدعومة بثلاثين صاروخا بعيد المدى من نوع الجيرانيوم. كما شاركت في هذا الهجوم طائرات بدون طيار هجومية، النسخة الروسية من الطائرة الإيرانية شاهد-136.
ونقلت سبوتنيك الروسية، الجمعة، نجاح الجيش الروسي في تنفيذ 50 هجوما ما بين 23 و29 ديسمبر الجاري على أهداف في أوكرانيا، مستعملا أسلحة دقيقة. ويعتبر هجوم فجر اليوم ضمن هذه الحملة العسكرية الدقيقة ضد القوات الأوكرانية المستمرة منذ أيام.
واعتادت القوات الأوكرانية الحديث عن اعتراض عدد من الصواريخ، لكنها تجنبت التعليق على الضربة القوية وهي من ناحية أخرى، لم تعلن عن أي اعتراض للصواريخ الباليستية العشرة من طراز إسكندر-إم وكينزهال، ولا الصواريخ القليلة المضادة للرادار من طراز Kh-35 وKh-31P التي تم إطلاقها بشكل مشترك وكانت دقيقة في استهداف البنيات التحتية الأوكرانية.
ويبدو أن القوات الروسية نفذت الهجوم على مرحلتين. الأولى بتوجيه ضربات شديدة القوة ضد مواقع الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي لإبطال مفعولها، ثم لاحقا تنفيذ عملية الضرب الدقيق ضد بنيات مختلفة ومنها العسكرية والمدنية.
ولم يعلق الغرب كثيرا على هذا الهجوم، لسببين، الأول هو أن الهجوم ورغم أنه الأقوى من نوعه منذ بداية الحرب في فبراير الماضي لم يخلف كثيرا من الخسائر البشرية بل محدودة جدا، وكل تعليق سيجعله في موقف التناقض مع دعمه اللامشروط لحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتجاوز عدد القتلى 20 ألفا والجرحى 50 ألفا. ويتجلى السبب الثاني في ظهور الغرب بمظهر الضعيف غير القادر على مساعدة دولة رشحها إلى الانضمام الى الحلف الأطلسي في وقت يسارع الى تزويد إسرائيل بشتى الأسلحة والعتاد لكي تقتل المدنيين.
وعمليا، ومنذ اندلاع الحرب على غزة، لم يعد رؤساء حكومات الدول الغربية ووزراء الدفاع يزورون العاصمة كييف، أو يعلقون على المواجهات الحربية. وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي قد انتقد الغرب خلال الأسابيع الأخيرة لتراجع الدعم العسكري لصالح إسرائيل على حساب أوكرانيا. وكان البنتاغون قد قلص من إرسال القذائف الى أوكرانيا وجرى توجيهها إلى إسرائيل، كما أن الأقمار الاصطناعية التي تقوم بالتجسس والاستطلاع تركز على حرب قطاع غزة والبحر الأحمر ولبنان، وتراجع التجسس على الحرب الروسية-الأوكرانية الى مرتبة ثانوية وهامشية.