مفكر تونسي : الدول العربية تصرفت بحكمة عندما قررت عدم التدخل عسكريا لصد العدوان الإسرائيلي على غزة

1220186192959247.webp

اعتبر المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي أن الدول العربية تصرفت بحكمة عندما قررت عدم التدخل عسكريا لصد العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأوضح بقوله: “لو تدخل العرب في حرب غزة لحدثة نكبة أكبر من نكبة 1948، لأنه حينها كانت إسرائيل ستبدو وكأنها دولة صغيرة يحاربها 450 مليون عربي، وبالتالي سيجد الغرب مبررا أخلاقيا للتدخل المباشر، وهذا لا يحتاج للجيوش، بل يمكن أن يبعث الغرب مئات الآلاف من المرتزقة للقتال إلى جانب إسرائيل”.

وأضاف لقناة الزيتونة المحلية: “ولذلك أعتقد أنه يجب أن يستمر الأمر هكذا وكأنه قتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويمكن للعرب أن يحاصروا إسرائيل من الناحية الاقتصادية مثلا، ويمكن أن يمنعوا الطيران الإسرائيلي من الطيران فوق الأجواء العربية”.

ومن جهة أخرى، حذر المرزوقي المقاومة الفلسطينية من الوقوع في الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل، وذلك عبر “الاستهانة بالعدو، فلا يجب أن تعتقد حماس أنها انتصرت في حرب، بل هي انتصرت في معركة. فالانتصار تم، ولكن المشكلة الآن هي في كيفية المحافظة على ثمرتيه، وهما: بيان هشاشة إسرائيل، وتغير الرأي العام الدولي تجاهها”.

وأضاف: “هذا التغير في الرأي العام الدولي يحتاج إلى وقت طويل للانتقال من الشعوب إلى صنّاع القرار. كما أن هشاشة إسرائيل لا يمكن أن تستمر لأن الغرب مستعد دوما للدفاع عنها، وكلما ازدادت هذه الهشاشة ازداد الدعم الغربي لدولة الاحتلال”.

كما اعتبر أن “حركة حماس المحاصرة ليس لديها القدرة على تعويض ما خسرته في الحرب، ولا تستطيع أيضا الاحتفاظ بالحاضنة الشعبية التي تعاني كثيرا”.

وأضاف: “لذلك على الحركة أن تعرف أن الحرب الطويلة تقتضي أمرين، الأول الاعتماد على الكر والفر، والثاني هو عدم إطالة أمد المعارك، فيجب أن تكون المعارك قصيرة، ويجب أن تكون هناك فترة طويلة بين كل معركة وأخرى، وذلك لاستعادة الأنفاس وكي يحصل التأثير المطلوب”.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مدمرا على قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية، تسبب باستشهاد وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال.