واشنطن بوست: التدمير الإسرائيلي في غزة أكبر بضعفين من التدمير الأمريكي في الموصل والتدمير السوري-الروسي في حلب

im-868493.jpg

مع استمرار الكشف عن قتل وإصابة أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين خلال العدوان على غزة تطالب أوساط إسرائيلية بالمزيد من القصف الجوي وتتهم الحكومة بتخفيفه في المدة الأخيرة بضغط من الإدارة الأمريكية، لكن الناطق العسكري نفى ذلك وأكد أن سلاح الجو يقوم فورا بكل ما تطلب منه القوات البرية.

في التزامن كشف تحقيق صحافي أمريكي عن حجم الجرائم الإسرائيلية داخل القطاع، مؤكدا أن قوة التفجيرات في غزة ضعف التفجيرات الأمريكية على الموصل والتفجيرات السورية على حلب.

ويؤكد تحقيق صحيفة “واشنطن بوست” أن عمليات التدمير داخل قطاع غزة هي من الأكبر في العالم طيلة القرن الواحد والعشرين. واستنادا لصور الأقمار الصناعية تقارن الصحيفة بين حجم الدمار في غزة خلال الشهرين الأخيرين وبين عمليات التدمير في حلب طيلة ثلاث سنوات وفي المواصل طيلة تسعة شهور.

ويوضح التحقيق الصحافي الأمريكي أن إسرائيل ألقت على غزة منذ بدء الحرب عليها 29 ألف قنبلة من الجو، منبهّة إلى أن 40-45% من هذه القنابل غير موجّهة، بعضها يزن كل منها نحو الطن ديناميت تسبب بإلحاق الدمار بـ37379 مبنى من بينها أكثر من عشرة آلاف مبنى تم تدميرها بالكامل خلال أول شهرين من الحرب.


وتستنتج الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل تدير حربا هي على ما يبدو الأكبر من ناحة حجم النار والدمار غير المسبوقين في أي صراع شهده العالم في الفترة الأخيرة وأن سرعة التدمير في غزة أكبر من سرعة التدمير السوري في حلب المدعوم من روسيا وكذلك من التدمير الأمريكي في الموصل حتى 2016 ضمن حربها على “داعش”.

كما توضح “واشنطن بوست” أن حجم تدمير المباني داخل قطاع غزة أكثر بثلاثة أضعاف الدمار في مدينة الرقة السورية “عاصمة الخلافة الإسلامية” التي أقامتها “داعش” والتي احتلتها قوات التحالف وقوات الأكراد في 2017.

وتنوه “واشنطن بوست” أن معطياتها مستقاة من المركز الأممي للأقمار الاصطناعية علاوة على معطيات من مناطق القتال في الميدان ومصادر أخرى.

يشار إلى أن تحقيقا مشابها قد نشرته الصحيفة ذاتها في 12 أكتوبر الماضي وفيها نقلت عن مصادر عسكرية أمريكية دهشتهم وصدمتهم لقيام جيش الاحتلال بإلقاء 6000 قنبلة على غزة وهي كمية متفجرات تعادل ما ألقته الولايات المتحدة على أفغانستان طيلة عام كامل.

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن التحقيق الجديد جاء على خلفية تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين العشرين ألف 70% منهم نساء وأطفال وعلى خلفية المعاناة الكبيرة التي يكابدها المدنيون داخل قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، ولم يشمل التحقيق طبعا المذبحة الجديدة في مخيم المغازي ليلة أمس الأحد والتي قتلت فيها إسرائيل 70 مدنيا بقصف جوي وحشي وعشوائي.

ورغم مشاهد النار والدمار والمذابح المتتالية تزعم إسرائيل أن جيشها وبخلاف حماس لا يوجه نيرانه للمدنيين ويلتزم بالقانون الدولي.

يشار في هذا السياق إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة قنوات التلفزة تحجب مشاهد القتل والتدمير داخل قطاع غزة ضمن مساعيها لهندسة وعي الإسرائيليين ولا يشهد إلا عدد قليل منها مثل صحيفة “هآرتس” التي تنشر تقارير ومقالات رأي عن جرائم الاحتلال بحق المدنيين داخل القطاع.

في مقاله الأخير حذّر كاتب المقالات الصحافي غدعون ليفي من أن حجم التدمير في غزة بفوق ما تعرضت له مدينة دريزدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية محذّرا من أن ذلك سينتج بحرا من الكراهية والرغبة بالثأر في الجانب الفلسطيني مما يعني عودة هذا القصف الوحشي كيدا مرتدا على إسرائيل. بعد نشره ذلك قبل أيام يتعرض ليفي للتهديدات بالقتل وبات مضطرا للتحّرك تحت الحراسة وهذا ما حصل خلال حرب “الجرف الصامد” على غزة في 2014.