كشفت صحيفة "هآرتس"، الإثنين، أن معتقلين من غزة أسرهم جيش الاحتلال في هجومه البري على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى فارقوا الحياة أثناء اعتقالهم في معسكر للجيش.

وأوضحت "هآرتس"، أن مئات المعتقلين من قطاع غزة محتجزون في معسكر للجيش في النقب بالقرب من بئر السبع جنوب فلسطين، حيث يبقى الأسرى معظم الوقت معصوبي الأعين ومكبلي اليدين، وقد فارق عددٌ منهم الحياة.

ونقلت عن جيش الاحتلال قوله إنه لا يعرف سبب الوفاة، وسيفتح تحقيقًا في الأمر.

وبحسب جيش الاحتلال، فإن المعتقلين في المعسكر يخضعون للتحقيق، والذين يثبت عدم صلتهم بأي أنشطة للمقاومة في قطاع غزة يتم إعادتهم إليه، أما البقية فينقلون إلى إدارة السجون.

وأفادت "هآرتس" أن المعتقلين من جميع الفئات العمرية، فبينهم قاصرون وكبار في السن، والقيود التي يتم تقييدهم بها تسمح لهم بالتحرك وتناول الطعام، مضيفة أن هناك مستشفى ميداني "لمعالجة" المحتجزين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

وأشارت "هآرتس" أن سلطات الاحتلال بعد وقت قصير من بدء العدوان على قطاع غزة، وضعت عددًا من لوائح الطوارئ التي أدت إلى تدهور ظروف الاعتقال، وسمحت باحتجاز المعتقلين لفترات أطول قبل بدء أي إجراءات قضائية.

ونوهت، أن 71 فلسطينيًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 تشرين أول/أكتوبر أمام قاض وافق على استمرار احتجازهم جميعًا إداريًا، ويُفترض أن يمثلوا أمام القاضي كل ستة أشهر، مبينة أن جميع المعتقلين في غزة يمثلون أمام محكمة بئر السبع المحلية.

وأضافت، أن جميع معتقلي قطاع غزة بعد 7 تشرين أول/أكتوبر محتجزون بموجب "قانون المقاتلين غير الشرعيين" لعام 2002، وهذا قانون ينطبق على معتقلي قطاع غزة ولبنان فقط، ولا يشمل المعتقلين من الضفة الغربية، وحتى بداية حرب غزة 2023 لم يتم تنفيذه، وهو يتعلق بمعاملة المعتقلين من لبنان وقطاع غزة الذين لا تعرفهم إسرائيل كأسرى حرب، ولكنها تتهمهم بالمشاركة في عمليات ضدها.

ويزعم جيش الاحتلال أن المعتقلين من قطاع غزة ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ويواصل نشر فيديوهات وصور يزعم أنها تظهر عملية استسلامهم وتسليم أسلحتهم، إلا أن تقريرًا لـ الترا فلسطين وتقارير حقوقية كشفت ثغرات في الدعاية الإسرائيلية تؤكد أن عملية تسليم الأسلحة مفبركة وتمثيلية، كما تم تحديد هوية مدنيين معروفين وأطباء وممرضين بين المعتقلين.

وكان الإرهابي ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، أعلن أنه أمر بفتح سجون تحت الأرض لاعتقال أسرى حركة حماس بداخلها. ولا يُعرف حتى الآن عدد الأسرى الذين نقلهم الاحتلال من معسكراته إلى إدارة السجون أو مصيرهم. إلا أن هيئة الأسرى أكدت في تقرير نشرته، الأحد 17 كانون أول/ديسمبر، أن أسيرات من قطاع غزة، إحداهن مسنة مصابة بالزهاير، يتواجدن في سجن الدامون، ويتعرضن لتنكيل انتقامي من جنود الاحتلال. كما كشفت هيئة الأسرى بتاريخ 11 كانون أول/ديسمبر أن عدد أسيرات قطاع غزة -حتى ذلك الوقت- بلغ 147 أسيرة، بينهن رضيعات تم اعتقالهن برفقة أمهاتهن.