قلق البنتاغون على "تل ابيب " يدفعه إلى تبني إجراءات عسكرية استثنائية لصالح "الجيش الاسرائيلي "

iafsite-1711059623027827136-img2.webp

في إجراء استثنائي، قام البيت الأبيض بالموافقة على بيع إسرائيل قذائف بدون عرض الأمر على الكونغرس الأمريكي، في الوقت نفسه، يستمر البنتاغون في الحفاظ على حاملة الطائرات جيرالد فورد شرق البحر الأبيض المتوسط. وكل هذا يدل على قلقه من إمكانية تعرض جيش الكيان للتراجع رغم ممارسته حرب القرون الوسطى التي تفتك بالصغير قبل الكبير.

وعلاقة بهذا، انخرطت واشنطن في تقديم دعم عسكري غير مشروط لجيش الكيان منها الدعم الاستخباراتي ونشر قوات خاصة في الأراضي الإسرائيلية تحسبا لأي طارئ. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية منذ أيام أنه ما بين 7 أكتوبر الماضي إلى غاية 7 ديسمبر الجاري، نقلت 200 طائرة عسكرية أمريكية عتادا من أسلحة وقذائف ومعدات طبية خاصة بالحرب للكيان.

ورغم كل هذه المساعدة الكبيرة، يبقى المنعطف اللافت هو قرار إدارة البيت الأبيض اللجوء إلى قرار استثنائي يمنحها صلاحيات بيع السلاح لإسرائيل دون مصادقة الكونغرس، ويتعلق الأمر بـ15 ألف قذيفة للدبابات، وهي جزء من صفقة أكبر قد لن تمر عبر الكونغرس كذلك.

ومن جهة أخرى، وعلى غير عادته، يحافظ البنتاغون على حاملة الطائرات جيرالد فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط، علما أن حاملة الطائرات هذه كان يفترض أن تكون في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وعادة ما تكون أربع حاملات طائرات موزعة بالتوازن بين الساحل الغربي الأمريكي ثم الشرقي وأخرى تغطي منطقة الشرق الأوسط وتكون في الخليج العربي ورابعة في شرق آسيا بالقرب من كوريا الجنوبية واليابان علاوة على مدمرات في نقاط بحرية استراتيجية. غير أن هذه المرة، يبقى الساحل الغربي الأمريكي بدون حاملات طائرات منذ أن غادرت حاملة الطائرات إيزنهاور المنطقة نحو الخليج العربي بعد أحداث 7 أكتوبر، وهذا استثناء.

وعليه، لا يمكن للبنتاغون الإقدام على مثل هذه الإجراءات اللافتة للنظر وغير المعهودة سوى في حالات الأزمات الكبرى. وفي حالة إسرائيل، تبرز مثل هذه الإجراءات قلق البنتاغون على مسار الحرب حاليا ومنها ضعف الثقة في القدرات العسكرية لإسرائيل، وذلك على مستويين:

أولا، تمارس إسرائيل حرب الجبناء بالتركيز على قتل المدنيين لإجبار مقاتلي المقاومة الفلسطينية على التراجع والاستسلام بل وصلت إلى ممارسة حروب القرون الوسطى الوحشية من خلال التركيز على قتل النساء والأطفال لخلق الرعب في صفوف الطرف الآخر. ورغم هذه الحرب الوحشية، لم تحقق إسرائيل أي نتيجة عسكرية ملحوظة سوى تدمير البنيات المدنية وقتل الأبرياء دون ضرب النواة العسكرية للمقاومة الفلسطينية.

ثانيا، تتخوف واشنطن على إسرائيل من السقوط في حرب استنزاف عسكرية وسياسية، فمن جهة، صورة إسرائيل أصبحت مرادفا لجرائم الحرب، ومن جهة أخرى، سقطت في حرب استنزاف خطيرة بعدما اتضح أنه بعد شهرين من الحرب لم يتم تحقيق تقدم ملموس. ويتضح هذا الاستنزاف في نقل البنتاغون أسلحة بشكل يومي للكيان. ويتفاقم قلق واشنطن في حالة دخول حزب الله الحرب، وقتها سيجد البنتاغون نفسه منخرطا في الحرب، وعيا منه بصعوبة إجراء جيش الكيان الحرب على واجهتين، لاسيما وأن الأمر لا يتعلق بمواجهات كلاسيكية بل بحرب كوماندوهات واسعة ينتفي فيها التوفق العسكري.

ويبقى الأساسي، أن الدعم العسكري الأمريكي هو الذي يطل أمد الحرب الحالية لأنه يغذي الآلة العسكرية للكيان ولا يجعلها تتوقف. ولو لم يكن هذا الدعم، لكانت تل أبيب قد راهنت على السلام كما حصل في حرب تموز سنة 2006.