مجندات المراقبة على حدود غزة: جيش غرّته الذكورة فتجاهل تحذيراتنا قبل 7 أكتوبر

الشاباك33.webp

رام الله الإخباري

نقلا عن هآرتس : 

قبل شهر من الحرب، جلست في غرفة العمليات ووصلت إلى المنطقة عند الساعة السابعة صباحاً… إلى جانب أحد أبراج الرصد التابعة لحماس، عشرات المركبات والتندرات”، هكذا تستعيد إحدى مجندات المراقبة ذاكرتها، وهي التي خدمت في قاعدة كتيبة غزة وبقيت على قيد الحياة. وتابعت: “بعد بضع دقائق، وقفت إلى جانبها مركبة فاخرة… كان واضحاً أنهم أعضاء من النخبة… انتشروا هناك للإرشاد مع نواظير مشيرين نحو الجانب الإسرائيلي”.

وجهت مجندة المراقبة الكاميرا إلى واحد من المسؤولين الكبار هناك، وقربت الصورة. “أشار لي بإصبعه نو نو نو” تستعيد الذاكرة، وتعترف أنها فوجئت. حينئذ دعت قائدتها. “قلت لها إنهم يرونني، وإنهم يتحدثون إليّ عبر الكاميرا”. قالت مستعيدة الذاكرة. أما ما الذي فعلوه بهذه المعلومة، فلا فكرة لها.

تحقيق ينيف كوفوفتش الذي نشرته “هآرتس” أمس، يوفر إطلالة إلى حجم القصور. وبينما يتأثر الإسرائيليون بذكاء حماس التي نجحت في خداع قوة إسرائيل العسكرية واستخباراتها الفاخرة منذ 7 أكتوبر، فإنك إذا سألت مجندات المراقبة فإنهن يؤمنّ بأن حماس تم إهمالها. على حد قولهن، لم تحاول المنظمة حتى إخفاء الأمر. كل شيء كان مكشوفاً ومعروفاً. غير أن الجيش الإسرائيلي رفض أن يرى أو الأدق أن يستمع لمن رأى وحذر.

حسب مجندات المراقبة، فإن خليطاً خطيراً من الغرور والكبر الرجولي منع القيادة العليا في فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية من الاستماع لتحذيراتهن. “هذه منظومة كلها فتيات وقائدات شابات”، قالت إحداهن. “لا شك أنه لو كان رجال هم الذين يجلسون على هذه الشاشات لبدت الأمور مختلفة”، أضافت بقناعة.

لا يدور الحديث عن إخطار لمرة واحدة، بل عن قائمة طويلة من الإخطارات، تضمنت تقارير عن استعدادات حماس على مقربة من الجدار، وعن نشاط حواماتها في الأشهر الأخيرة، وعن مقدمة لإخراج الكاميرات عن الفاعلية، وعن استخدام واسع للتندرات والدراجات الهوائية، وكذا عن تدريبات على إصابة الدبابات. وعلى

حد قول واحدة منهن: ليس هذا لشرفهم أن يسمعوا مجندة برتبة عريف ترى الشاشة إياها طوال سنتين، وتعرف كل حجر وكل ذرة رمال تقول لهم شيئاً ما معاكساً لما يقوله لهم ضباط الاستخبارات الكبار”.

لو استمعوا إلى مجندات المراقبة اللواتي كن يعرفن الجبهة جيداً وأعلنوا عن “إخطار حار” لبدا كل شيء مختلفاً. لو لم يتركونهن بلا حماية في الاستحكامات لكان عشرات مجندات المراقبة اللواتي قتلن واختطفن معنا اليوم.

نأمل بأن تستمع اللجنة التي ستقام بعد الحرب للتحقيق في القصور، إلى مجندات المراقبة اللواتي خدمن في قاعدة كتيبة غزة أكثر مما استمعوا لهن قبلها.

هآرتس