في خطوة لافتة تدل على احتجاج الأردن الشعبي والرسمي من موقف الإدارة الأمريكية من العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، رفض رئيس بلدية كبرى في الأردن، الخميس، استقبال سفيرة واشنطن لدى العاصمة عمان يائل لمبرت.
وبحسب بيان لبلدية إربد الكبرى، شمالي البلاد، رفض رئيس البلدية نبيل الكوفحي استقبال السفيرة الأمريكية في الأردن، معتبرا أن الإدارة الأمريكية شريكة في جرائم الاحتلال التي تمارس ضد شعبنا الصامد في فلسطين.
وأوضح الناطق الرسمي لبلدية إربد الكبرى غيث التل لـصحيفة ”القدس العربي” أن رفض الكوفحي جاء على إثر تلقيه اتصالا من قبل السفارة الأمريكية في الأردن لتحديد موعد زيارة للسفيرة خلال الأسبوع المقبل.
وأشار التل إلى أن الكوفحي، وهو قيادي إسلامي بارز، أبلغ السفيرة الأمريكية رسالته بأننا، في الأردن، نعتبر الإدارة الأمريكية شريكة في جرائم الاحتلال التي تمارس ضد شعبنا الصامد في فلسطين، ولن نقبل مجاملة أي مسؤول أمريكي على حساب دماء شعبنا في غزة، وأن هذه الجرائم التي تمارس اليوم أبشع مما مارسه هولاكو في العصور القديمة.
وحتى اللحظة، لم يصدر تعليق من جانب السفارة الأمريكية في العاصمة عمان على ما ورد في بيان البلدية.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تدعم الولايات المتحدة موقف إسرائيل معتبرة أنه من حق الأخيرة الدفاع عن نفسها، رافضة أي التزام لوقف إطلاق النار حتى هزيمة حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، مهما كلف ذلك من ضحايا في صفوف المدنيين.
ووصل النقد مؤخرا تجاه الإدارة الأمريكية تحديداً ودورها وقواعدها العسكرية في الساحة الأردنية، إلى زوايا حرجة للغاية اضطر حتى السفيرة الأمريكية الجديدة النشطة، يائل لمبرت، إلى تقليص اتصالاتها وتطبيق بروتوكولات أمنية مع طاقمها الدبلوماسي الأساسي بصورة غير متوقعة، وفي توقيت تسلمت فيه السفيرة- التي امتدحت الشاورما مرتين علناً للتقرب من المجتمع الأردني- مهامها في بداية شهر سبتمبر الماضي.
ويعلم الدبلوماسيون في مقر السفارة بعمان العاصمة، أن مزاج الشارع الأردني، هو مؤشر حيوي وأساسي على مزاج الشارع العربي في مسألة الثمن والكلفة تدفعها الآن الطواقم الأمريكية جراء الغطاء المتوفر للعدوان الإسرائيلي على غزة.