ألمانيا تطرح فكرة تولي الأمم المتحدة السيطرة على غزة بعد الحرب

المانيا

 كشف موقع “بولتيكو” استناداً على وثيقة من الاتحاد الأوروبي أن ألمانيا  كانت وراء طرح فكرة سيطرة الأمم المتحدة على غزة  بمجرد انتهاء الحرب في غزة مشيراً إلى أنه كان لدى كل من الفلسطينيين وبعض الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي شكوك جدية حول جدوى الفكرة، حيث وصفتها شخصية فلسطينية بارزة في أوروبا بأنها “غير مقبولة”.

وبحسب ما ورد، لا تزال المناقشات جارية حول كيفية السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وكيفية وقف القتال. ولكن هناك أيضا مناقشات متزايدة حول سيناريوهات ما بعد الحرب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، إن “سلطة فلسطينية فعالة ونشطة” يجب أن تحكم غزة في نهاية المطاف لكنه لم يقدم مؤشرات حول كيفية جعلها “فعالة” أو التغلب على المعارضة الإسرائيلية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح في وقت سابق أن إسرائيل ستتحمل “المسؤولية الأمنية الشاملة” عن غزة “لفترة غير محددة”.

وهذا أمر محظور على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفقاً لبولتيكو.

وأكد كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الإثنين أنه لا يمكن لإسرائيل البقاء في غزة بعد الحرب، عندما قدم رؤيته لما سيحدث بعد الصراع قبل رحلة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال أيضا: “نعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تعود إلى غزة”، مشددا على أنه يقصد “سلطة فلسطينية واحدة”.

كما حذر بلينكن من أن إسرائيل لا يمكنها إعادة احتلال غزة بعد انتهاء حربها مع حماس.

وجاء الاقتراح الألماني على شكل وثيقة غير رسمية من صفحتين (أو ورقة غير رسمية في الاتحاد الأوروبي) – مؤرخة في 21 أكتوبر، أي قبل قرار إسرائيل بشن المرحلة الثانية من الحرب  ضد غزة في نهاية أكتوبر.

وكتبت برلين، وهي واحدة من أقوى حلفاء الاحتلال الإسرائيلي داخل الاتحاد الأوروبي، أن “هدف إسرائيل هو هدف نتشاركه: لا ينبغي أبدا أن تكون حماس مرة أخرى في وضع يمكنها من إرهاب إسرائيل ومواطنيها”. ولكن في الوقت نفسه، “من الواضح أنه من الصعب تحقيق هذه الأهداف بالوسائل العسكرية فقط… لا يمكن محاربة أيديولوجيتها وأجندتها المتطرفة بالوسائل العسكرية”.

وطرحت الوثيقة  خمسة سيناريوهات مختلفة حول مستقبل قطاع غزة، بما في ذلك إعادة الاحتلال الإسرائيلي لغزة، وإما أن تتولى السلطة الفلسطينية أو مصر زمام الأمور.

وسيناريو الأمم المتحدة مدرج أيضا في القائمة. وعلى حد تعبير برلين، فإن السيناريو يعني “تدويل غزة تحت مظلة الأمم المتحدة (والشركاء الإقليميين)” مع “انتقال منظم بعناية” نحو الإدارة الذاتية الفلسطينية، “بشكل مثالي” من خلال الانتخابات “وبالاقتران مع تحالف دولي يوفر الأمن الضروري”.

ووصفت الوثيقة هذا السيناريو بأنه “يمكن أن يقدم منظورا سياسيا لأن السلطة الفلسطينية ومصر غير راغبتين أو قادرتين على تولي زمام الأمور كما أن العودة للوضع السابق أو إعادة الاحتلال الإسرائيلي غير مرغوب فيها سياسيا”.

لكن برلين حذرت، أيضاً، من أن “هذا السيناريو سيتطلب استثمارات كبيرة في رأس المال السياسي والتمويل بالإضافة إلى تحالف دولي للمشاركة في القضايا الأمنية إلى جانب الأمم المتحدة.