وول ستريت جورنال: واشنطن تفكر في غزة بعد الحرب ومن يديرها.. تحالف عربي.. قوة سلام دولية أم قيادة معتدلة؟

gaza-seige-israel-hamas-palestine-GettyImages-1715074100.webp

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا عن الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى إسرائيل للتباحث في هدنة إنسانية، وتقوم على التفكير في اليوم التالي لحرب غزة، ومحاولة الحصول على دعم عربي لحكم القطاع بعد حماس.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض دورا لقطر، إلا أن واشنطن وشركاءها يكافحون للبحث عن متطوعين.

وفي التقرير الذي أعده ويليام مولدين، قال إن بلينكن ونوابه يتحدثون مع الدول العربية لحكم غزة بعد أن تنهي إسرائيل عمليتها العسكرية، وذلك بحسب أشخاص على معرفة بالحوارات الأولية.

ويقول المسؤولون المشاركون في جلسات العصف الذهني، إنه من المبكر لأوانه الحديث عن أمور محددة، ولا يرى المحللون أن هناك خطة واضحة لإدارة غزة في الوقت الحالي، ولكن الموضوع سيكون محلا للنقاش أثناء زيارة بلينكن للمنطقة.

وبعد إسرائيل، سيتوقف بلينكن في الأردن. وكانت بابرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بالمنطقة قبل زيارة بلينكن لمناقشة خطط ما بعد الحرب من بين أمور أخرى. وقبل أن يغادر الولايات المتحدة، قال وزير الخارجية: “نحن بحاجة للتركيز على اليوم التالي، وأتوقع في النقاشات التي سنديرها في نهاية الأسبوع، أن تروا أن هناك تركيزا وبالتحديد كيف نصل إلى هناك، مع مضي الوقت لحل الدولتين”.

وتقول الصحيفة إن المسؤولين يعرفون بأنها مناقشات أولية حول ما سيحدث في غزة، ويؤكدون أنه لا توجد خطة تدعمها واشنطن حتى الآن.

ومن الخيارات، إدارة غزة لمدة قصيرة من قوة متعددة الجنسيات من المنطقة. وقال السناتور الديمقراطي بن كاردين: “المساهمون الكبار يشاركون في هذه النقاشات… يجب أن يكون لديك خطة موثوقة لغزة وتمنح فرصة للفلسطينيين”.

ويقول المسؤولون والمحللون إن هناك حاجة لنوع من الدعم العربي، لكن الحديث عن خطة إدارة وسط عملية عسكرية هي “مثل الحديث عن التنظيف أثناء عاصفة من الدرجة الخامسة”، كما يقول بريان كاتوليس من معهد الشرق الأوسط في واشنطن.

ويأتي الحديث عن خطة إدارة غزة وسط تزايد عدد الضحايا المدنيين بسبب الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية، مما أدى لتدهور العلاقات بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب. وهناك تردد من الحكومات العربية بالتورط في قطاع غزة حالة استمرار الجيش الإسرائيلي في عملياته المتقطعة ضد حماس.

وأدى هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى تأخير، إن لم يلغ جهودا متعددة الجوانب لتجاوز الخلافات بين الدول العربية وإسرائيل.

ويوم الأربعاء الماضي، أعلن الأردن سحب سفيره من إسرائيل احتجاجا على الحرب في غزة. وهناك أصوات دعمت احتلالا طويلا لغزة، وهو خيار رفضه الرئيس جو بايدن، أو طرد أهل إلى صحراء سيناء، وهي فكرة يرفضها المصريون.

ويقول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الهدف هو تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، لكنه أضاف أنه لا توجد نية لإعادة احتلال غزة.

ومع دخول القوات البرية إلى غزة، يواجه القادة الإسرائيليون والأمريكيون سؤالا حول من سيدير القطاع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية بعد الإطاحة بحماس، وما هو شكل الإدارة. وقال بلينكن: “في نقطة معينة، المنطق هو تولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة والمهام الأمنية فيها”.

ويقول المسؤولون إن السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية والمناطق التي لا يسيطر عليها الجيش أو المستوطنون، تبدو ضعيفة لتحمل المسؤولية في غزة. ويقول بعض المحللين إن تحالفا من الدول العربية أو مجموعة من المسؤولين أو الزعماء الفلسطينيين قد يديرون غزة لفترة قصيرة حتى يكون القطاع في وضع جيد لانتخاب السلطات التي تمثله.

وتقول تقى نصيرات، مديرة برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي: “أعتقد أن على الولايات المتحدة القبول بدور رئيسي لقطر وتركيا والأردن ومصر”.

وهناك إمكانية أخرى وهي إقناع الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بتوفير قوة أمنية أو تمويلها في غزة، لكن هذا يحتاج لأن تتولى دولة أو منظمة مسؤولية الإدارة والإشراف على الأمن، وبالضرورة قوة حفظ سلام دولية.

وتبدو الدول العربية مترددة بلعب دور في غزة، خشية أن يؤدي ذلك لتقويض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد رفضت مصر إدارة القطاع، خشية أن يكون هذا ذريعة لدفع أكثر من مليوني نسمة إلى مصر.

ولن يكون الأردن مهتما بخطة تبدو مناقضة لحل الدولتين. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الأسبوع الماضي، خلال محاضرة ألقاها بمعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية: “ليست لدينا أسئلة حول ما سيحدث بعد في غزة؛ لأن أحدا منا لا يعرف كيف ستكون غزة”.

وقال أسامة حمدان، أحد قادة حماس للصحافيين، إن حركته تشجب التعليقات الأمريكية حول مستقبل غزة بدون حماس، واتهم واشنطن بالتدخل ومحاولة بناء قيادة فلسطينية بناء على معاييرها.

وطرح بلينكن مستقبل غزة في حديث مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الإثنين، وذلك بحسب شخص على معرفة بالمكالمة.

وتعتبر قطر الخيار الطبيعي للعب دور في مستقبل غزة، نظرا لدورها في الوساطة بالمحادثات مع حماس للإفراج عن الرهائن. واستقبلت الدولة الغنية بالغاز والنفط، المكتبَ السياسي لحماس منذ سنوات.

ويقول سايمون هندرسون، من معهد واشنطن للشرق الأدنى: “حاول الإسرائيليون التفكير بآخرين غير قطر بعد حماس”. ولا يُعرف إن كانت القوات الإسرائيلية ستغادر غزة حالا أو ستوقف العمليات بعد التخلص من حماس، لكن بقايا الحركة ستظل، أو تلك التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وربما تظهر حركة بديلة، ولهذا سيتم تنسيق العمليات الأمنية مع إسرائيل، وهذه ليست بداية.

ويقول كاتوليس إن فكرة تقديم الدول العربية الدعم لتحقيق الاستقرار في غزة مع استمرار إسرائيل في تدمير بقايا حماس هي “أرض الفتنازيا”، ويُتوقع أن يدعم بلينكن قيادة سياسية أمنية من المعتدلين الفلسطينيين، وربما السلطة الفلسطينية، و”التفكير هو أن يكون هناك نوع من القوة المحلية”، في إشارة إلى العناصر الفلسطينية التي كانت موجودة قبل سيطرة حماس على السلطة عام 2007.

وربما تكافح الأمم المتحدة لقيادة الجهود في غزة، مع أن وكالاتها تعمل في الإطار الإنساني.