الزواج في فلسطين عنوانه "التقسيط " !

موقع مدينه رام الله | اقتصاد :

 لم يجد الشاب المُقبل على الزواج محمود نَصِر إلا مؤسسة \"لتيسير الزواج\" للاشتراك في أحد برامجها، لإكمال \"نصف دينه\"، ودخول القفص الذهبي، بعدما زاد الخناق عليه وعلى أسرته التي تعمل في النجارة، وتأثر عملها بمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أنواع من الأخشاب إلى قطاع غزة المحاصر.

وبدأت مؤسسات \"ربحية\" مختصة بتيسير الزواج بزيادة نشاطها في القطاع بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الأخيرة، على أنّ تقوم بتبني تكاليف الزفاف من أثاث وحفل وصالة أفراح وغير ذلك من مستلزمات يوم الفرح، مقابل التزام العريس بدفع مبلغ مالي شهري للمؤسسة.

ويقول محمود (28 عاماً) لـ\"الاقتصادي\"، إنه لا يستطيع تحمل شراء مستلزمات الزواج كاملة في ظل منع أنواع من الخشب من الوصول إلى غزة، وهو الأمر الذي أثر على عمل \"المنجرة العائلية\" التي يعمل فيها مع والده وأشقاءه الخمسة، والتي بات عملها أقل من النصف عما سبق.

ويشير محمود إلى أنه اضطر للذهاب إلى إحدى مؤسسات تيسير الزواج، وعرض عليهم طلباته، وتم تقديم عرض مالي له، يضمن توريد \"طقم نوم\" وحفلة شباب و50 طبق أرز لذويه وصالة أفراح، مقابلة ألفي دينار أردني، يدفع منها ثلثها والباقي عبر الشيكات أو سند الدين المنظم.

ويلفت محمود، الذي يقول إنه تأخر في الزواج مقارنة مع أقرانه في غزة، إلى أنه يعرف أنّ طقم النوم ليس من الطراز الفريد والجيد، لكنه أفضل من أنّ يبقى بلا زواج، لذلك وافق على العرض وتمكن من تحديد موعد للفرح، ويأمل أنّ يتمكن من تسديد القسط الشهري وهو 120 ديناراً أردنياً فقط.

\"IX2A1633

وتختلف عروض مؤسسات تيسير الزواج طبقاً للخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركات، التي تشترط تسجيل سندات الدين في المحاكم المحلية، أو إحضار كفيل يحول راتبه إلى بنك وطني ليتمكنوا من إلزام المتزوج وذويه بدفع ما عليهم من مستحقات شهرية.

في الأثناء، يقول مدير مؤسسة \"زواج سعيد\" لتيسير الزواج، ناجي رمضان لـ\"الاقتصادي\"، إنّ المؤسسات التي تعني بتقسيط مستلزمات الزواج مؤسسات ربحية، لكنها ليست جشعة وترغب في الربح فقط، بل تساهم في إنهاء أزمة تعثر الزواجات في القطاع في ظل ارتفاع البطالة وازدياد الخناق على السكان.

ويشير رمضان إلى أنّ مؤسسته تعمل من خلال عدة عروض على تلبية احتياجات المواطنين، وأنها تسهل على غير ميسوري الحال الاستفادة من خدماتها عبر أقل عرض تخفيض أسعار، لكنه شكى من صعوبات عدة تواجه المؤسسات، منها ما هو متعلق بعدم قدرة المواطنين على دفع الأقساط.

ويلفت إلى أنّ الحرب الأخيرة على غزة، صيف العام الماضي، ضربت موسماً كاملاً كان يعول عليه في تعويض الخسائر، إلى جانب أنّ العديد من المواطنين الذين استفادوا من برامج التقسيط تعرضت منازلهم للتدمير ما أدى لعدم مقدرتهم على تسديد الأقساط.

ويؤكد رمضان، وهو رجل أعمال مختص في مجال التجارة الالكترونية أيضاً، أنّ \"زواج سعيد\" تمكنت من إدخال الفرحة لقلوب 127 عريساً منذ بداية هذا العام وحتى اليوم.

المصدر : موقع الاقتصادي