سيجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل زيارة إلى واشنطن ستكون الثانية له منذ بدء الغزو الروسي لبلاده، وذلك سعيا لتعزيز الدعم الأميركي لكييف في مواجهة روسيا.
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أنّ زيلينسكي سيزور البيت الأبيض الخميس لإجراء محادثات مع نظيره جو بايدن بشأن تعزيز الدعم الأميركي لكييف في مواجهة الغزو الروسي.
وأشار ساليفان إلى أنّ لقاء بايدن بزيلينسكي، سيكون الثاني في البيت الأبيض منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، ويأتي بينما تسعى أوكرانيا إلى إحراز تقدّم في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
إلى ذلك اعتبر ساليفان في حديث مع صحافيين أنّ المحادثات "تأتي في توقيت حرج، حيث تبحث روسيا جاهدة عن مساعدة دول مثل كوريا الشمالية لمواصلة حربها العنيفة في أوكرانيا".
وتوقع ساليفان أن تعلن الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا "خلال الأسبوع المقبل".
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى كييف، في رامشتاين في ألمانيا الأسبوع المقبل.
ومن المنتظر أن يصل الرئيس الأوكراني إلى نيويورك مطلع الأسبوع المقبل للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومقابلة قادة دوليين.
إلى ذلك سيزور زيلينسكي مبنى الكابيتول، حيث سيلتقي أعضاء الكونغرس الديموقراطيين والجمهوريين، بحسب ما أكد ساليفان.
وتتزامن زيارة الرئيس الأوكراني مع مناقشة الكونغرس الأميركي منذ أسابيع مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 24 مليار دولار.
وتتسم المفاوضات بالصعوبة خصوصاً في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إذ يسود تردد في أوساط خصوم بايدن الجمهوريين على صعيد تقديم الدعم لأوكرانيا.
وفي المقابل يؤيد الجمهوريون التقليدون في مجلس الشيوخ، تقديم المساعدة، وقد عملوا إلى جانب الديموقراطيين خلال العام الماضي على إقرار الكونغرس مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لكييف بأكثر من 110 مليارات دولار.
وتوقع البيت الأبيض أن يستمر كلا الحزبين في الكونغرس في نهاية المطاف بتقديم الدعم لأوكرانيا.
وقال ساليفان "بصراحة، يدرك كل من الجمهوريين والديموقراطيين أن الولايات المتحدة لا يمكنها، ومن أجل مصلحتها الخاصة، ناهيك عن التزاماتها الأخلاقية، أن تتخلى عن أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة".
وطلب بايدن الشهر الماضي من الكونغرس إقرار مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار، للدعم العسكري والاقتصادي والإنساني.
وأيد الجمهوريون التقليديون بمن فيهم السناتور ميتش ماكونيل، زعيم الحزب في مجلس الشيوخ، تقديم المساعدة.
لكن أعضاء في جناح اليمين الشعبوي في الحزب الجمهوري، خصوصا دونالد ترامب الذي يعد الأفر حظا بين الشخصيات الساعية للفوز بالترشح عن الحزب للانتخابات الرئاسية العام المقبل لمواجهة بايدن، يندّدون بكثرة المساعدات التي تقدّمها الولايات المتحدة، مطالبين الإدارة بالتركيز على الأولويات المحلية.
وفي كانون الأول/ديسمبر توجّه زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة أحيطت بالسرية وكانت الأولى له دوليا خلال الحرب، وقد دخل البيت الأبيض بالزي العسكري الذي أصبح علامته الفارقة.
وبعدما التقى بايدن في البيت الأبيض، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تستسلم أبداً".
وتعهّدت إدارة بايدن دعم كييف على المدى الطويل. وزار بايدن كييف بعد بضعة أشهر في رحلة تاريخية.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الحالي.
وقدّمت الولايات المتحدة دعماً عسكريا بقيمة 43 مليار دولار ساعد أوكرانيا في صد التوغلات الروسية، منذ بدء الغزو.