بسبب "مخاوف انزلاق".. واشنطن غير راضية على خطوة أوكرانية

تقدم الولايات المتحدة دعما يوصف بـ"السخي" لفائدة أوكرانيا، منذ أن بدأت روسيا عمليات عسكرية في فبراير 2022، لكن التقديرات في الرؤى تتفاوت في كثير من الأحيان بين واشنطن وكييف.

ولم تتوان الولايات المتحدة، عن إبداء عدم موافقتها على قيام أوكرانيا بشن هجمات في الداخل الروسي، في موقف يقال إنه يسعى لإبقاء المواجهة في "نطاق محدد".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تشجع أوكرانيا ولا هي تتيح لها القدرة حتى تشن هجمات في الداخل الروسي.

وجاء الموقف الأمريكي، فيما أعلنت روسيا عن إسقاط مسيرة أوكرانية حاولت استهداف العاصمة موسكو، في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

وبرزت حالة "عدم التفاهم التام" بين كييف وواشنطن منذ بداية الحرب، فشددت الولايات المتحدة على تقديم مساعدات دفاعية في المقام الأول، بعيدا عما يمكن استخدامه لمهاجمه الداخل الروسي.

لكن عدم التفاهم حاصل حول طريقة خوض الحرب وسبل المواجهة، وليس حول التصدي للعمليات الروسية من حيث المبدأ، لأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد على نحو صريح أن بلاده ستدعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر.

وباعث الولايات المتحدة على التحذير من ضرب الداخل الروسي، هو عدم إثارة حفيظة موسكو التي قد تنظر إلى استهدافها بأسلحة أمريكية في عمق أراضيها، بمثابة اعتداء يستوجب الرد، وربما الدخول في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ولهذه الأسباب، أحجمت الولايات المتحدة عن منح صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، كما فكرت مليا قبل تقديم دبابات "أبرامز إم وان"، وسط تحذيرات من موسكو التي قالت إن هذا التسليح يطيل أمد الصراع ويحول الناتو إلى طرف مباشر.

وفي هذا المنحى، بدت أمريكا حازمة في رفض تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف 16"، لكن هذا الموقف لان في وقت لاحق، فأذنت واشنطن لحلفائها الغربيين بأن يقدموا هذه الطائرة لكييف، في حال أرادوا، لأنها لا تمانع.

لكن المواقف الأمريكية، تغيرت كثيرا مع التطورات التي حصلت في حرب أوكرانيا، لأن إرسال الكثير من الأسلحة كان غير وارد في وقت مبكر من الحرب، ثم صار ممكنا ومسموحا به.

وتتأثر المواقف بسير المعارك، لأن تعثر الهجوم الأوكراني المضاد، مثلا، هو الذي جعل الولايات المتحدة تقدم ذخائر عنقودية لأوكرانيا، رغم كون السلاح محرما من دول كثيرة في العالم.

وهناك من يرى أيضا أن واشنطن تقدم لكييف ما يتيح لها أن تضرب روسيا، لكنها تحرص في الوقت نفسه على "التنصل الظاهري" من ذلك، وهو ما تدركه موسكو التي تعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجرد "أداة" يجري تحريكها بأيادٍ غربية.