لا تزال حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تنفذ أجندتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها خطة لوزير ماليتها "بيتسلئيل سموتريتش" بمئات ملايين الشواكل لتعزيز المستوطنات، رغم الإدانات الأمريكية لها، ودعوتها لعدم الاستمرار في هذا النشاط الاستيطاني.
كشفت دافنا ليئيل مراسلة القناة 12، أن "الأيام الأخيرة شهدت تقديم سموتريتش خطة تقضي بنقل مئات ملايين الشواكل إلى مستوطنات الضفة الغربية بهدف تعزيزها، وتتضمن الخطة تشجيع المستوطنين اليهود على الانتقال إلى المستوطنات، مما يثير مخاوف المسؤولين السياسيين والأمنيين، وتتضمن أيضا العديد من المكونات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف لجعل الحياة في المستوطنات أكثر جاذبية، لكن المسؤولين الذين اطلعوا على تفاصيل الخطة، ذكروا أنها تتجاوز المجال المدني، وتنتقل للمستوى السياسي من حيث النطاق والشمول".
وأضافت دافنا ليئيل أنه "من بين ذلك اعتراف وزارة الداخلية بالمواقع الاستيطانية وبناء مخطط لاستيطان شمال الضفة الغربية، والتوسع الديمغرافي لجبل الخليل الجنوبي، والبحر الميت، وغور الأردن، وإخلاء معسكر الجيش لصالح الإسكان الاستيطاني، الأمر الذي قد يخلق صداعاً سياسياً وأمنياً للكيان الصهيوني مع المجتمع الدولي".
ونقلت عما تُسمى بوزيرة المستوطنات "أوريت ستروك"، التي تدعم هذه الخطة، أنها "لا ترى في الخطة صعوبة سياسية، بزعم أن المستوطنين ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية؛ لأن مستوطنات غلاف غزة يتم تعزيزها بعد كل أزمة أمنية، وكذلك يجب تعزيز مستوطنات الضفة الغربية في ظل هجمات المقاومة الجارية".
في الوقت ذاته، ذكر "يائير شيركي" مراسل القناة 12، أن "حاخامات من "الصهيونية الدينية" وجهواً خطاباً دعوا فيه للتحرك ضد هدم أي نقاط استيطانية في الضفة الغربية، رغم أن بعضها مقامة على أراض تحت سيطرة فلسطينية، عقب توقيع "سموتريتش" على أمر بإخلاء بؤرة "آيرا شاحار" الاستيطانية في منطقة بنيامين، على أساس أنها أرض فلسطينية خاصة، فيما وافقت الإدارة المدنية على إخلاء تلك البؤر".
وأضاف، أن مجموعة من كبار الحاخامات في "الصهيونية الدينية"، وبعضهم مرتبط بحزب "العصبة اليهودية" برئاسة الوزير "إيتمار بن غفير"، لا يتفقون مع أوامر الإخلاء، ودعوا للعمل ضد هدم نقاط الاستيطان في أنحاء الضفة الغربية، بزعم أنه ينبع من سوء فهم للواقع القانوني لأراضي الضفة الغربية، متهمين معارضي الاستيطان بأنهم يستخدمون مفردة "الأراضي الخاصة" كأداة سياسية، حتى إن الحاخامات اتهموا "سموتريتش" بتبني هذه المصطلحات.
ومن بين الموقعين على الرسالة، الحاخام دوف ليئور، والحاخام شموئيل إلياهو، والحاخام الياكيم لوبنان، والحاخام أفينير، وهم حاخامات يفضل سموتريش أن يكونوا بجانبه.
وتتقاطع هذه المشاريع الاستيطانية مع التوجه الرسمي لحكومة اليمين التي تتبنى سياسية جريئة؛ كالدعوة لفرض سيادة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك انتهاج سياسة قانونية ودبلوماسية لشرح الدوافع الإسرائيلية، وصوابية بناء المستوطنات، بما في ذلك إلغاء مصطلح الاحتلال من قاموس التداول بوزارة الخارجية، وعدم الموافقة على أن يطلق على الضفة الغربية اسم مناطق محتلة.