تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس عشر على التوالي، منع لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة من العمل في ترميم وإعمار المسجد الأقصى المبارك، بعدما هددت جميع موظفيها بالاعتقال إذا باشروا أعمالهم.
ومع مطلع تموز/ يوليو الجاري، قررت شرطة الاحتلال منع موظفي لجنة الإعمار من العمل في جميع أقسامها داخل الأقصى بشكل كامل، وهددت مديرها باعتقال أي موظف يُباشر الترميم ويُخالف القرار.
وتتعمد سلطات الاحتلال عرقلة وتعطيل ترميم وإعمار عشرات المشاريع الحيوية في المسجد الأقصى، وتضع قيودًا مشددة على إدخال المواد والمعدات اللازمة لذلك، رُغم أن المسجد بحاجة ماسة وعاجلة إلى إعادة ترميم بنيته التحتية وتطوير شبكات المياه والكهرباء والإطفاء، وغيرها.
وفي تصريح سابق لوكالة "صفا"، قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات إن مواصلة شرطة الاحتلال منع موظفي لجنة الإعمار من ترميم وإعمار المسجد الأقصى يعد تدخلًا سافرًا في شؤون اللجنة، ومحاولة لتجفيف وجودها، نظرًا لدورها الهام داخل المسجد.
وأضاف أن الاحتلال يتعمد استهداف لجنة الإعمار من أجل إنهاء وجودها كإدارة وسيطرة، ومحاولة إخراجها من الأقصى، رغم أن المسجد الذي عمره آلاف السنين بحاجة إلى ترميم كل جزء من معالمه ومبانيه، وخاصة الجدران الخارجية والبنية التحتية.
وبين أن استمرار منع أعمال الترميم حتى ينهار المسجد الأقصى وحده، مؤكدًا أن هناك مخطط إسرائيلي يستهدف منع ترميم وإعمار المسجد كاملًا، لأن الاحتلال يريد لهذا المكان المقدس أن يكون "خرابًا ومدمرًا".
وكانت هيئة أمناء الأقصى قالت إن الاحتلال يعرقل ويمنع مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى، بهدف حسم المعركة في القدس لصالح مشاريعه التهويدية، وتكون السيطرة والسيادة للاحتلال ولجماعات "الهيكل" المتطرفة.
ونبه عضو الهيئة الباحث المقدسي فخري أبو دياب إلى أن سلطات الاحتلال تتدرج في فرض وقائع تهويدية على الأقصى، وتغيير الوضع القانوني والديني والتاريخي فيه، وسحب الصلاحيات بشكل كامل من دائرة الأوقاف وتفريغ الوصاية الأردنية.
وأضاف أن الاحتلال يسحب كل صلاحيات الأوقاف ويبقيها على رعاية شؤون المصلين المسلمين، ويعتمد على استراتيجيات وخطط لاستثمار كل خطوة على طريق تهويد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا واقتطاع جزء من المسجد، وتحديدًا منطقة باب الرحمة، لإقامة مكان لأداء طقوسهم التلمودية.
وشدد على أن الاحتلال يُسابق الزمان بشكل متسارع لفرض مزيد من الخطوات التهويدية، مستغلًا الأوضاع في المنطقة ووجود حكومة شريكة لجماعات "الهيكل"، لفرض مشاريع تهويدية في القدس.