رام الله الإخباري
في أعقاب قيام جهات فلسطينية بنشر صورته وصور عائلته، أعلن الإسرائيلي كوبي يكوتئيل، الذي قتل الفلسطيني الذي نفذ عملية تل أبيب، يوم الثلاثاء الماضي، أنه مصدوم وبات يخشى على حياته.
وكانت جهات فلسطينية غير معروفة، ظهرت باسم «حركة فوضى فلسطين»، نشرت شريطاً تقول فيه إنها حصلت على تفاصيل الإرهابي الصهيوني الذي أطلق الرصاص على الشهيد حسين خلايلة في تل أبيب. ونشرت اسمه وصورته وصور بيته وزوجته وأولاده. وكتبت: «الآن أصبح كل شيء جاهزاً. هيا بكم. ها هو قاتل أخيكم الشهيد. هبوا للثأر لدمائه».
وكان خلايلة وصل إلى تل أبيب، بعد الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين، الثلاثاء الماضي، وهو يقود سيارة إسرائيلية حصل عليها من مكان عمله في ورشة بناء. ودهس بالسيارة مجموعة أشخاص على محطة باصات، ثم نزل من السيارة وراح يطعن المارة بسكين، وأصاب تسعة منهم بجراح، لا يزال خمسة منهم يتلقون العلاج في المستشفى.
وقد كان يكوتئيل في المكان فاستل مسدسه وأطلق الرصاص عليه حتى سقط أرضاً. وحسبما ظهر في أشرطة فيديو عديدة صورها مواطنون في المكان، قام يكوتئيل بإطلاق الرصاص على خلايلة حتى بعد أن سقط جريحاً، حتى يتيقن من موته. وأثار الأمر نقاشاً في الإعلام الإسرائيلي والشبكات الاجتماعية، وارتفعت أصوات عدة تنتقد إطلاق الرصاص الثاني، وتعده انفلاتاً أمنياً لا يتلاءم وقيم حقوق الإنسان، ويمكن أن يتحول إلى عادة يقتل فيها إسرائيليون.
لكن القيادات الإسرائيلية الأمنية والسياسية وغالبية الإعلاميين امتدحوا يكوتئيل وشجعوه. وقال له قائد الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي: «أنت بطل. أنقذت كثيراً من الأرواح. أنا أساندك».
وقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إنه يبحث عن وسيلة لتكريم يكوتئيل ومكافأته على بطولته. ودعا المواطنين إلى حمل السلاح والتصرف مثل يكوتئيل، «الذي خاطر بحياته في سبيل إنقاذ الآخرين».
وقال يكوتئيل يومها: «أنا أتجول مع مسدسي بسبب كثرة العمليات الإرهابية في تل أبيب. في البداية حسبت أن هناك شجاراً بين شبان. ولكن، عندما رأيت الشاب يطعن كل من يلتقيه، ويقترب مني، أخرجت المسدس وأطلقت عليه رصاصتين. لقد اصطدمت عيناي بعينيه وخفت منه. كانت ساقاي ترتعدان. فهو ذو جسد ضخم. وفهمت أنني سأموت إذا لم أقتله. لذلك لم أكتف برصاصتين وأطلقت رصاصتين أخريين».
المعروف أن وسائل الإعلام نشرت صورة يكوتئيل مشوشة حتى لا يتعرف الناس على صورته. لكن، بعد المدائح التي تلقاها وظهوره بطلاً أمام الجمهور، ظهر بصورته الواضحة على الشاشات، وتكلم بأريحية عن العملية. إلا أنه اليوم يندم على ذلك، إذ نشر الفلسطينيون تفاصيل شخصيته وعائلته وحتى صورة بيته. فقال في أحاديث صحفية (الجمعة): «ما هذا؟ أنا مصدوم؟ كيف وصلوا إلى هذه التفاصيل عني وعن بيتي وعن أولادي وزوجتي؟ لقد اتصلت بالشرطة وأخبرتها بأنني خائف على نفسي وعلى عائلتي». وبعد أن التقى رجال الشرطة قال إنه يأمل في أن يضمنوا حمايته.
الشرق الاوسط