قدّم عدد من المشاركين في تشييع جثمان الفتى الفرنسي من أصول جزائرية نائل المرزوقي، الذي قتلته الشرطة الفرنسية في ضاحية "نانتير"، شهادات غاضبة ضد أفعال وسلوكيات الشرطة.
وقُتل نائل، البالغ من العمر 17 عاماً، يوم الثلاثاء، برصاص شرطي بعد ملاحقته وصديقين كانا معه، من جانب دورية شرطة فرنسية، خلال قيامهم بجولة بسيارة مرسيدس مستأجرة.
ودعت والدة نائل المرزوقي إلى المشاركة في تشييع جثمان ابنها من مسجد "ابن باديس" الكبير في نانتير، بحسب دعوة متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
واصطف مئات الأشخاص عند المسجد الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء بينما تابع المشهد بضع عشرات من المارة من الجانب الآخر من الشارع.
وأدى عدد من المشيعين صلاة الجنازة وبدأ البعض بالتكبير لدى اصطفافهم للصلاة، قبل أن يتم نقل الجثمان إلى المقبرة لمواراته الثرى.
وأذكت وفاة الفتى، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من المناطق الحضرية التي يقطنها أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة بشأن العنف والعنصرية اللذين تمارسهما الشرطة الفرنسية.
وقالت ماري (60 عاماً) إنها عاشت في ضاحية نانتير لمدة 50 عاما وإن المشكلات مع الشرطة هناك "دائمة".
وأضافت: "أعتقد أنه من المهم أن نقف جميعا معا، يجب أن يتوقف ذلك تماماً. الحكومة منفصلة تماماً عن واقعنا"، وفق ما نقلته عنها وكالة "رويترز".
بدوره، قال شاب تحفظ على نشر اسمه: "إذا كان لون بشرتك غير مناسب، فإن الشرطة ستكون أكثر خطورة عليك"، مضيفاً أنه كان من أصدقاء نائل.
من جهتها، قالت إحدى السيدات من نانتير خلال الجنازة: "السلام لروحه (نائل)، آمل أن تتحقق العدالة..جئت لدعم الأم، إنه ابنها الوحيد، مسكينة"، وفق ما نقلته عنها وكالة "فرانس برس".
وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا، انتاب القلق بعض السائحين، بينما عبر البعض الآخر عن تأييدهم للمتظاهرين.
وقال السائح الأمريكي إنزو سانتو دومينجو في باريس: "العنصرية والدخول في مشكلات مع الشرطة والأقليات من القضايا المستمرة ومن المهم معالجتهما".
ورجل الشرطة، الذي يقول المدّعون إنه أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على نائل المرزوقي، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة "القتل العمد".
وزعم لوران فرانك لينارد محامي الشرطي أن موكله أراد التصويب على ساق نائل، لكنه تعثر عندما انطلقت السيارة فجأة مما تسبب في إطلاق النار باتجاه صدره.
وقال لينارد في تصريح لتلفزيون "بي.إف.إم" معلقاً: "من الواضح أن الشرطي لم يرغب في قتل السائق"، على حد زعمه.
ونفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجود عنصرية منهجية في أجهزة إنفاذ القانون الفرنسية.
وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أحداث شغب اندلعت في أنحاء البلاد على مدى 3 أسابيع عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء خلال اختبائهما من الشرطة.