قُتل 13 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، في غارات شنتها طائرات روسية على مناطق في شمال غربي سوريا يسيطر عليها مقاتلون معارضون، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر لـ»القدس العربي» أمس الأحد، في هجوم هو الأكثر دموية هذا العام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «قتل تسعة مدنيين بينهم طفلان جراء هذه الغارات الجوية» التي استهدفت سوقاً للخضار والفاكهة في محافظة إدلب.
كما قُتل أربعة أشخاص في غارة أخرى على أطراف مدينة إدلب، حسب المصدر نفسه. وأشار عبد الرحمن الى أن 30 شخصاً أصيبوا بجروح جرّاء الغارات الجوية الأحد.
وأوضح مدير المرصد أنّ «هذه الغارات الروسية هي الأكثر دموية في سوريا هذا العام وهي بمثابة مجزرة».
وقال عضو مجلس الدفاع المدني في إدلب أحمد يازجي لوكالة فرانس برس إن الغارات أدت الى سقوط «تسعة شهداء»، من دون أن يحدّد ما إذا كانت الحصيلة تشمل المقاتلين.
وقال سعد فاتو، وهو عامل يبلغ 35 عاماً نجا من الغارة، للوكالة نفسها إنّ المشهد «لا يمكن وصفه، هناك قتلى وجرحى وأشلاء» فيما تلطخت يداه بدماء الجرحى الذين حاول إسعافهم.
كما قُتل مدني ومقاتل من الحزب الإسلامي التركستاني وطفلان من أبناء مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني في ضربة قرب مدينة إدلب، حسب عبد الرحمن.
وقال الناشط الإعلامي محمد الخطيب من ريف إدلب لـ»القدس العربي» إن 10 مدنيين قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين في استهداف سوق الهال الشعبي على أطراف مدينة جسر الشغور تزامناً مع عدة غارات استهدفت غربي مدينة إدلب ومناطق جبلة الزاوية.
وأكد الدفاع المدني السوري أن المجزرة تبعها «قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف مسجداً ومنازل في قرية آفس شرقي إدلب، ما تسبب بدمار في المسجد ومنزل سكني».
ونشر الدفاع المدني الذي وصف القصف بأنه «جريمة ضد الإنسانية»، مقاطع مرئية «مؤلمة» تظهر الدمار والدماء في مكان المجزرة وسط اكتظاظه بالأهالي الذين يتبضعون استعداداً لاستقبال عيد الأضحى.
ونشرت منظمة الخوذ البيضاء صوراً مؤلمة لعمليات الإسعاف والإنقاذ، مرفقة بمنشور جاء فيه «على مشارف العيد خرجوا آملين بالحصول على قوت يومهم، لتحرمهم الطائرات الروسية وغاراتها الإرهابية اليوم الأحد على سوق الخضار في جسر الشغور، من هذه الفرحة وتسلبهم حياتهم». مدير منظمة «منسقو استجابة سوريا».
د. محمد حلاج قال لـ»القدس العربي» إن المقاتلات الحربية الروسية استهدفت عدة مناطق في شمال غربي سوريا من بينها مناطق مكتظة بالسكان المدنيين وأحياء سكنية وأسواق شعبية، في مدينتي جسر الشغور وإدلب، إضافة إلى مناطق أخرى في ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية خلفت أكثر من 11 ضحية من المدنيين، كما تجاوزت الإصابات 34 مصاباً. وتحدث حلاج عن موجة نزوح واسعة.