تمرد فاغنر يكشف تأثيرها القوي على اقتصاد روسيا

يبدو أن التأثير الاقتصادي لتمرد مجموعة "فاغنر" على الطبقة العامة في روسيا كان سلبيًّا، فقد ذكرت وسائل إعلام روسية السبت، أن مكاتب الصرافة المحلية كانت تطالب بما يصل إلى 200 روبل روسي للدولار الأمريكي، في زيادة حادة عن أسعار الجمعة، التي بلغت نحو 85 روبلا.

ورغم أن أسواق العملات الرسمية علقت إلى حد كبير تداول "الروبل" بعد الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت أسعار الصرف شبه الرسمية من مصادر مرتبطة بالحكومة أن "الروبل" ظلَّ ثابتًا مقابل الدولار.

ومن الواضح أن وزارة المالية الروسية تحدد الآن سعر الصرف؛ ما يعني أنها لا تستجيب للأحداث الجيوسياسية بالطريقة نفسها التي تستجيب بها العملات الأخرى.

في حين أن "الروبل" محظور من التبادلات العالمية للعملات، يقال إن الطبقة العامة في روسيا تضطر إلى دفع أكثر من ضعف سعر شراء الدولار من متاجر العملات المحلية مقارنة باليوم السابق.

وارتفعت أسعار الرحلات الجوية من روسيا إذ كان معدل سعر التذاكر إلى مدينة إسطنبول التركية 500 دولار لتصل إلى ما يزيد على 2,000 دولار يوم السبت، في إشارة إلى أن قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على السلطة بدأت بالتلاشي.

وبدأ التمرد المسلح ضد بوتين، ليلة السبت، فى مدينة "روستوف أون دون" الساحلية الرئيسة على الضفاف الشمالية لبحر "آزوف".

وحذَّر خبراء اقتصاديون من أن عدم الاستقرار الاقتصادي في روسيا، قد يهدد الإمدادات الغذائية العالمية كـ"القمح والذرة"، وجاءت التحذيرات من الآثار السلبية العالمية مع انخفاض سوق الأسهم "IM"OEX الرئيس في موسكو بنحو 2.5% في تعاملات ما بعد ساعات التداول الجمعة، مع انتشار شائعات عن تمرد "فاغنر".

ومن خلال متابعة تفاعل المواطنين المدنيين مع التمرد في المناطق التي سيطرت عليها "فاغنر"، أدى الذعر إلى تخزين الناس الطعام والديزل نتيجة للتحذيرات التي أطلقتها الأجهزة الحكومية في تلك المناطق.

وتوقع تقرير للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية لروسيا وأوراسيا، أن التأثير على ثقة الأعمال نتيجة لهذا التمرد سيكون له تداعيات سلبية أكبر من الضربة التي تلقاها الاقتصاد الروسي مع بدء المعارك بأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.