في اليوم العالمي للاجئين.. نحو 7 ملايين فلسطيني يعانون أزمة اللجوء

يوافق اليوم الـ20 من يونيو اليوم العالمي للاجئين، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 23 عامًا.

وخصصت الجمعية الأممية هذا اليوم للتعريف بقضية اللاجئين واستعراض معاناتهم وأزماتهم، وبحث إمكانات تقديم الدعم لهم في ظل تزايد الأزمات وأعداد أولئك اللاجئين.

ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نحو 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني موثقين لدى "أونروا" لا زالوا يعانون أزمة اللجوء جراء تعرضهم للتهجير من أراضيهم بالقوة خلال نكبة العام 1948.

ومثّلت أحداث النكبة وما لحقها من تهجير مأساة هائلة للشعب الفلسطيني، لما شكّلته وما زالت هذه الكارثة من عملية تطهير عرقي.

فقد تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات يهودية من دول العالم مكانه، كما شملت النكبة تهجير نحو 800 ألف فلسطيني من بلدانهم وقراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليونًا كانوا يقطنون في فلسطين التاريخية عام 1948 في أكثر من 1300 قرية وبلدة ومدينة.

وكانت بعض الدول العربية والضفة الغربية وقطاع غزة مهجرًا لأولئك اللاجئين؛ عدا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي وقعت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة، وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.

حيث أخضع الاحتلال خلال بدايات أيام النكبة أكثر من 700 قرية ومدينة فلسطينية تحت سيطرته بعد أن تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

وتشير سجلات وكالة الغوث إلى أن عدد اللاجئين المسجلين، في كانون الأول لعام 2020، نحو 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيما رسميا تابعا لوكالة الغوث، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف الأونروا"، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.

وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون نحو 31.5% منهم من اليهود، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.

وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2021 نحو 14 مليون نسمة، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، نحو نصفهم (7 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

وتظهر التقديرات السكانية أن عدد السكان بلغ نهاية 2021 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" 3.2 مليون نسمة، ونحو 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة.

وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان نحو 477 ألف نسمة في نهاية العام 2021، منهم نحو 65% (نحو 308 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.

ووفقًا لهذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون نصف السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته النصف الآخر من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27 ألف كم2).