هل تلجأ "إسرائيل" لعملية "جدار واقي2" مصغرة بالضفة الغربية؟

تؤرق عمليات إطلاق النار المتواصلة من الضفة الغربية تجاه أهداف إسرائيلية، والتي لم يكن آخرها فجر اليوم بإصابة جندي إسرائيلي قرب نابلس، المنظومة الأمنية في تل أبيب.

وبلغت عمليات إطلاق النار خلال شهر مايو/ أيار المنصرم، 62 عملية، وبعضها كان من خلال استهداف المستوطنين أو المستوطنات بذاتها، أو الجيش الإسرائيلي على الطرق والمحاور أو حتى خلال اقتحامه لبعض المناطق، كما ذكرت إحصائية لموقع الصوت اليهودي للمستوطنين.

وكان الأسبوع الأخير الذي ينتهي اليوم متوترًا بشكل خاص بعد مقتل مستوطن قرب طولكرم، وإصابة جندي إسرائيلي فجر اليوم، وتعرض مركبات ومواقع عسكرية إسرائيلية لسلسلة عمليات إطلاق نار.

وتقول صحيفة معاريف في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري تال ليف رام، إن إسرائيل في حال زادت خطورة العمليات الفلسطينية وأودت لوقوع قتلى وجرحى، فإنها قد تلجأ لتنفيذ عمليات عسكرية أوسع تستمر عدة أيام ضد تمركز الخلايا المسلحة خاصة في نابلس وجنين، وقد تمتد لمناطق أخرى مثل مخيم نور شمس في طولكرم والذي بدأ يظهر في الصور مؤخرًا باتساع نطاق النشاطات من داخله.

ووفقًا للتقرير التحليلي، فإن عملية واسعة النطاق أمر بات مطروحًا على جدول الأعمال، خاصة بعد العمليات الواسعة التي استمرت لساعات في مخيم عقبة جبر بأريحا، ومخيم طولكرم، ومناطق أخرى في الآونة الأخيرة، وحملت رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية والعناصر المسلحة أن إمكانية العودة لعمليات أكبر في "أعشاش الإرهابيين" أصبحت الآن مطروحة على الطاولة أكثر من ذي قبل. كما قال تال ليف رام.

وأشار إلى أن المستوى السياسي وكذلك العسكري في إسرائيل لا يفضل الدخول في مثل هذه المواجهة خاصة في ظل الاستعدادات المستمرة لإمكانية اندلاع مواجهة على عدة جبهات خاصة الشمالية منها، وتخصيص موارد أكثر بشأن الملف النووي الإيراني.

وبين أنه في حال قرر الجيش الإسرائيلي تنفيذ مثل هذه العمليات فستركز ليس فقط على العنصر البشري من الخلايا المسلحة، بل ستمتد لمصادرة الأسلحة وتدمير معامل تصنيع العبوات الناسفة المنتشرة في الضفة الغربية مؤخرًا.

وحذر من أن مثل هذه العملية قد تدفع بتصعيد جديد مع قطاع غزة، أو على الأقل لتصعيد الأوضاع في مناطق أخرى من الضفة وتنفيذ سلسلة هجمات من مناطق مختلفة، وليس أكيدًا أن مثل هذا الخيار سيحقق الردع، في ظل تآكل القدرة على إمكانية تحقيق أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين.