بعد إعادة انتخابه في جولة ثانية من انتخابات غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث، اعتبر تقرير أمريكي فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعزيزًا لقبضته على السلطة بشكل أكبر، وذلك في سباق تنافسي شهد انقسامًا عميقًا في البلاد حول قضايا الاقتصاد والأمن القومي واللاجئين والعلاقات الخارجية.
وأعلن المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا حصول أردوغان (69 عامًا)، وفقًا لنتائج غير رسمية، على 52.14 % من الأصوات، مقابل 47.86 % لمنافسه المعارض زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيليجدار أوغلو، في تصويت يعكس الاستقطاب السياسي الصارخ والمستمر في البلاد.
وذكر موقع "المونيتور" الإخباري أن فوز أردوغان بولاية أخرى في انتخابات شكلت أخطر تحدٍ سياسي له منذ فوز حزبه "العدالة والتنمية" في انتخابات العام 2002 التي دفعته إلى السلطة، يعزز رئاسته التنفيذية ومكانته كزعيم أطول خدمة في تاريخ البلاد، التي ستمتد لـ25 عامًا.
وقال إنه مع توليه فترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات، سيكون أردوغان في موقع قوي للتأثير ليس فقط على الاتجاه المستقبلي للدولة البالغ عدد سكانها 85 مليونًا، ولكن أيضًا لتشكيل السياسة في المنطقة وخارجها، وذلك في إشارة إلى الدور المحوري الذي لعبه الرئيس التركي في ما يتعلق بالحرب الأوكرانية (صفقة الحبوب بين موسكو وكييف).
وجعلت مكانة تركيا، وهي قوة رئيسية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عند مفترق الطرق بين أوروبا والشرق الأوسط، الانتخابات الرئاسية والبرلمانية واحدة من أكثر المسابقات السياسية التي تتم مراقبتها عن كثب في العالم هذا العام.
تحديات كبيرة
وأضاف الموقع الأمريكي أن فوز أردوغان لن يكون سهلاً، مشيرًا إلى أن الرئيس المنتخب سيواجه تحديات كبيرة في السلطة وسط تضخم حاد وأزمة تكاليف المعيشة الحادة، بالإضافة إلى إدارته للملف الاقتصادي.
ووفقًا للتقرير، أظهرت بيانات رسمية صدرت في وقت سابق أن صافي الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي التركي انخفض إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ عام 2002. وتتهم المعارضة بأنه تحت أوامر أردوغان، قام البنك المركزي بـ"إهدار" احتياطياته من العملات الأجنبية في محاولة لكبح تراجع الليرة التركية الدراماتيكي.
وذكر "المونيتور" أنه بالرغم من ذلك، كان فوز أردوغان متوقعًا على نطاق واسع، وذلك بعد أن حقق الرئيس المنتخب تقدمًا بنحو خمس نقاط على منافسه، كليجدار أوغلو، في الجولة الأولى التي جرت منتصف الشهر الجاري. وتابع أن أردوغان عزز قبضته أيضًا بعدما فاز تحالفه بأغلبية مقاعد البرلمان.
وأوضح الموقع أن أردوغان يتولى السلطة كرئيس للوزراء منذ عام 2003، ثم أصبح رئيسًا في 2014 وعمل على توسيع سلطاته التنفيذية، مما أثار اتهامات من المعارضة بتحويل تركيا نحو "الاستبداد". في المقابل، سخر أردوغان من أي إشارة إلى أنه يسعى إلى زيادة "سيطرته الاستبدادية".