زعمت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية أن هجوم كييف المضاد بات وشيكًا أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين، وإعلانه سحب قواته من مدينة باخموت المحاصرة شرق أوكرانيا.
وكان بريغوجين، رجل الأعمال الروسي والحليف الأبرز للرئيس فلاديمير بوتين، اتهم الجيش الروسي، أمس الجمعة، بـ"تجويع" عناصر "فاغنر" وعدم إمدادها بالذخيرة اللازمة، معلنًا سحب قواته في العاشر من الشهر الجاري من باخموت، الأمر الذي يشكل نقطة تحول محورية في معركة السيطرة على المدينة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبير عسكري بارز قوله إن الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره في باخموت "قد يكون على بعد أيام قليلة فقط"، مشيرًا أن كييف ستعمل على استغلال الخلاف القائم بين بريغوجين والجيش الروسي، لتنفيذ مخططها العسكري.
ورأى المصدر، في حديثه مع الصحيفة، أن تهديد بريغوجين بسحب قواته من باخموت قد يكون "دافعًا قويًا نحو النصر" لأوكرانيا.
وقال: "الدفاع عن باخموت قد يشير ليس فقط إلى نقطة تحول إستراتيجية في الحرب ولكن بداية الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره."
وأضاف: "أوكرانيا ستثبت مرة أخرى أنه عندما يتم منحها الموارد التي تحتاج إليها، يتم إبعاد الروس".
وحذَّر: "بوتين يريد أن يشعر العالم بالقلق إزاء التصعيد، ولكن في المقابل، هذه هي اللحظة التي يجب أن نقدم فيها لأوكرانيا الإمدادات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها للتقدم نحو النصر.
وليست هذه المرة الأولى التي يعرب فيها بريغوجين عن غضبه بشأن نقص الذخيرة وإلقائه باللوم على الجيش الروسي. ونشر متحدثون باسم بريغوجين مقطع فيديو للأخير، أمس، وهو يصيح و"يسب" الجيش الروسي ويطالبه بمزيد من الذخيرة والإمدادات.
ومن جانبه، صرح يوهان ميشيل، وهو محلل في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" بواشنطن، بأن تصريحات بريغوجين "يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار"، لكنه حذَّر من أن تهديدات رجل الأعمال الروسي بسحب قواته من باخموت تعد "سؤالًا مفتوحًا مثيرًا للجدل".
وفي مقابلة مع "ديلي إكسبريس"، قال ميشيل إن بريغوجين ربما يرغب في "إعادة تجميع صفوف عناصر فاغنر" – التي تقود منذ شهور عدة معركة السيطرة على باخموت - دون أن يُتهم بالتراجع؛ أو أنه يشعر بالقلق بشأن طرده "لأنه لم يستولِ على المدينة (باخموت)"؛ أو أنه بالفعل يحتاج إلى مزيد من الذخيرة.