وزراء خارجية عرب يؤكدون على حل سياسي يحفظ وحدة سوريا

قال وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والأردن والعراق في بيان مشترك، اليوم الاثنين، إنهم عقدوا في العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً تشاورياً لبحث الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وأكد الوزراء على أولوية "إنهاء الأزمة وكل ما سببته من قتل وخراب ودمار، ومن انعكاسات سلبية إقليميا ودوليا عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية".

واتفق الوزراء على تشكيل فريق فني على مستوى الخبراء "لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة في سياق هذا المسار المستهدف معالجة حل الأزمة السورية ومعالجة جميع تداعيتها".

وأشار البيان إلى أن الاجتماع يمثل بداية للقاءات لإجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية "ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254 ويعالج تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية".

واتفق الوزراء كذلك على أجندة المحادثات وقالو إنها ستتواصل وفق جدول زمني سيتم الاتفاق عليه، وبما يتكامل مع "كافة الجهود الأممية وغيرها ذات الصلة".

واعتبر الوزراء أن "العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا وتعزيز التعاون بين الحكومة السورية والدول المستضيفة للاجئين، والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح".

كما تم الاتفاق على أن تبدأ الحكومة السورية وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة "بتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين وتكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر".

وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، أن التحديات في سوريا كبيرة، و أن الوضع الراهن هناك لا يمكن أن يستمر.

وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي في عمان، بعد اجتماع خماسي عربي حول سوريا: "التحديات في المسار السوري كبيرة ومقتنعون بمواجهة هذه التحديات"، مشيرا إلى أن الاجتماع كان "جيدا وإيجابيا".

وأوضح أن الاجتماع، الذي شارك فيه وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا، تركز على الجانب الإنساني وقضية اللاجئين وإيصال المساعدات الإنسانية لكل الشعب السوري، معتبرا أنه "بداية لمسار سياسي يقوده العرب للتوصل إلى حل للأزمة السياسية السورية".

وقال الصفدي: "اتفقنا في اجتماعنا على تشكيل فريق من الخبراء من جميع الدول المشاركة لنضع خارطة طريق للتقدم باتجاه التوصل لحل في سوريا".

وأشار إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هو "قرار تتخذه الدول العربية وسيتخذ في الجامعة وفقا لآلياتها".

وهذه أول محادثات تجمع الحكومة السورية ومجموعة من الدول العربية منذ قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في 2011..

ودعا الأردن، سوريا إلى الاشتراك مع الدول العربية في وضع خارطة طريق لإنهاء الصراع ومعالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين وتهريب المخدرات، والميليشيات، وكلها قضايا تؤثر على الدول المجاورة.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن الوزير الصفدي التقى نظيره السوري فيصل المقداد بشكل ثنائي قبل الاجتماع الأوسع الذي ضم وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن في عمان.

وأضافت في بيان أن الوزيرين ناقشا قضايا اللاجئين والمياه ومسألة الأمن على الحدود التي تشمل مكافحة تهريب المخدرات.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، سنان المجالي، إن الاجتماع جاء استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر في جدة في منتصف أبريل الماضي.

ووصل إلى عمّان، مساء الأحد، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، للمشاركة في الاجتماع.

وجاء اجتماع عمّان قبيل القمة العربية المزمع عقدها في الرياض في 19 مايو الحالي، في الوقت الذي لا تزال فيه عضوية سوريا معلقة في جامعة الدول العربية منذ نوفمبر 2011.