مستشرق اسرائيلي : الهدوء في الشرق الاوسط خداع والاوضاع قد تنفجر في اي لحظة

اسرائيل والحروب

أكد مستشرق إسرائيلي، أن منطقة الشرق الأوسط تمر في هذه الأيام بحالة من "الهدوء المخادع"، والأوضاع قد تنفجر في أي لحظة، لأن روسيا لم تترك المنطقة وإيران مستمرة في تهريب السلاح لحزب الله والأخير يستعد للمواجهة.

وذكر الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، بعنوان "هدوء خدّاع"، أن "عام 2022 ينتهي بمواجهة داخلية إسرائيلية عاصفة على صورة إسرائيل كدولة ديمقراطية، وأيضا بإحساس مضلل من تبدد المخاطر من الخارج مما جعل رئيس الوزراء الوافد (بنيامين نتنياهو) يشدد بالذات على الاحتمال، الذي ليس عاليا، لعقد اتفاق سلام (تطبيع) رسمي مع السعودية".

ولفت إلى أن "سبب ذلك؛ أن اللاعبين الأساسيين الثلاثة في الساحة العامة، التي هي ساحة التهديد الأساس على إسرائيل؛ روسيا، إيران وحزب الله، منشغلون الآن ظاهرا، بمشاكل أكثر إلحاحا من ناحيتهم".

وأوضح الكاتب، أن "روسيا التي جعلت سوريا معقلها الأساس في الشرق الأوسط، وبالتالي جهة تجد إسرائيل نفسها ملزمة بأن تراعيها، غارقة حتى الرقبة في حربها في أوكرانيا".

وأما في "إيران؛ يضطر النظام إلى التصدي للشهر الرابع لاحتجاجات لا تتوقف رغم القمع الوحشي، وحتى لو لم يكن بوسع المظاهرات أن تؤدي لإسقاط فوري للنظام، لكنها مختلفة عن سابقاتها وتعبر عن مطالبة عنيدة بالحرية والمساواة وإسقاط النظام".

وفي لبنان، الذي "يعيش إحدى الأزمات الاقتصادية الأشد في العالم، حزب الله، الذي تتهمه جهات عديدة في الدولة كمسؤول عن التدهور، لا يزال يصعب عليه تجنيد أغلبية لانتخاب رئيس جديد يتعاون معه".

وأضاف غرانوت: "ما يساهم أكثر من ذلك في وهم تقلص التهديدات على إسرائيل، هي حقيقة أن العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، والتي وصفت في إسرائيل كخطيرة، تبدو الآن أبعد من أي وقت مضى".

وأكد أن "هذه الصورة مخادعة؛ رغم الحرب في أوكرانيا، الروس لم يتركوا المنطقة تماما، وهم ينشغلون في هذه اللحظة أيضا في محاولة التوسط بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد، وإيران رغم المظاهرات في الداخل، تواصل محاولة تهريب سلاح متطور لحزب الله في لبنان، والأخير، يواصل الاستعداد لمواجهة إسرائيل".

ونبه إلى أن "الحديث يدور أيضا عن أكثر من هذا بكثير؛ فتحول روسيا وإيران لدولتين منبوذتين في نظر الأسرة الدولية، تخضعان لعقوبات متشددة، أدى في الأشهر الأخيرة لتعاون عسكري وأمني غير مسبوق بينهما، ما كان ينبغي لإسرائيل أن تنتظر تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي كي تفهم بأن من شأن روسيا أن تدفع لإيران ثمنا للمساعدة التي تمدها بها - توريد مُسيرات انتحارية وصواريخ باليستية - بعملة إسرائيلية؛ مثل تقييد إضافي لحرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريا ولبنان".

وأشار الكاتب، إلى أن "هذا الموضوع أصبح ملحا أكثر، من اللحظة التي نشرت فيها التسريبات عن نية إيران تحويل إرساليات السلاح لحزب الله من المسار البري؛ عبر العراق وسوريا، إلى المسار الجوي، عبر مطار بيروت، وبشكل شاذ إيران وحزب الله يسكتان حاليا عن التحذير الذي رفعته إسرائيل إلى لبنان، بأنها في مثل هذه الحالة لن تتردد في قصف المطار، لكن الجميع يفهم بأن قصف بيروت لا يشبه قصف دمشق".

وتساءل: "هل سيساند الروس الإيرانيين؟ هل سيتجلد حزب الله؟ وكيف سترد واشنطن؟".

وبين غرانوت، "الإحساس الكاذب بأن الحرب في أوكرانيا أوقفت الشرق الأوسط عن السير"، مضيفا: "بالنسبة للسباق النووي لإيران، فالعودة إلى الاتفاق النووي قد تبتعد، لكن إيران تبدل كل الوقت أجهزة طرد مركزي قديمة بجديدة وسريعة أكثر، تواصل تخصيب اليورانيوم لدرجة عسكرية، وتوجد على مسافة أسابيع قليلة من جمع الكمية اللازمة لإنتاج قنبلة واحدة".