رام الله الإخباري
وجد علماء أن أعاصير الغبار التي يزيد ارتفاعها عن 387 قدما (118 مترا) تتموج على طول سطح المريخ.
وتُعرف هذه الزوابع، المعروفة باسم "شياطين الغبار"، بسرعة 25 ميلا في الساعة (40 كيلومترا في الساعة)، وتنفخ الحصى والجزيئات أثناء ذهابها.
وأخذ المسبار المتجول التابع لوكالة ناسا أول تسجيل صوتي على الإطلاق لهذه الظاهرة، والذي يوفر نظرة ثاقبة للغلاف الجوي والطقس على الكوكب الأحمر، وهذا يمكن أن يساعد المهندسين أثناء تصميمهم لبعثات المريخ المستقبلية، حيث أن القصف من الغبار له آثار على الأجهزة التي نرسلها.
وحط "بيرسفيرانس" في حفرة Jezero على المريخ في 18 فبراير 2021، بعد رحلة دامت حوالي سبعة أشهر عبر الفضاء.
ومنذ ذلك الحين، يبحث عن مؤشرات حيوية قديمة في طين المريخ، والتي يمكن أن تشير إلى وجود حياة غريبة هناك. ويأتي مزودا بـ 23 كاميرا تساعده على التنقل وتقييم سلامته وجمع البيانات المرئية عن الأشياء القريبة والبعيدة. وإحدى هذه الكاميرات هي "Supercam" - مجموعة من الأدوات الموجودة على "رأس" "بيرسفيرانس" والتي تحتوي على أدوات علمية وكاميرات وميكروفون.
وتمكنت المستشعرات الموجودة على مركبات الهبوط والمركبات الجوالة الأخرى من التقاط الاهتزازات على سطح المريخ في الماضي، إلا أن هذا الميكروفون هو الأول من نوعه.
ويسجل العينات ما يقرب من 100000 مرة في الثانية، ما يمنح الباحثين إحساسا أقوى بالظروف البيئية على المريخ.
وقال الدكتور روجر وينز، المحقق الرئيسي في SuperCam: "يمكننا تعلم الكثير باستخدام الصوت أكثر مما نستطيع باستخدام بعض الأدوات الأخرى".
واستخدم العلماء في وكالة ناسا والمعهد الوطني العالي الفرنسي للملاحة الجوية والفضاء الميكروفون لإجراء أول تسجيل على الإطلاق لشيطان غبار خارج كوكب الأرض.
وقبل هذا التسجيل، أظهرت البيانات التي جمعتها مستشعرات "بيرسفيرانس" الأخرى أن أكثر من مائة من هذه الأعاصير قد مرت فوق العربة الجوالة منذ هبوطها.
ومع ذلك، نظرا لأن الميكروفون يعمل لمدة ثلاث دقائق فقط كل يوم، لم يتم التقاط صوت شيطان الغبار لأول مرة حتى 27 سبتمبر 2021.
ويمكنك أن تسمع بوضوح هبوب الرياح، مع طقطقة خافتة من الحبوب وهي ترتد عن السطح الخارجي للمركبة الجوالة.
وبالإضافة إلى التسجيل الصوتي، أخذ "بيرسفيرانس" قراءات ضغط الهواء وصورا بفاصل زمني أثناء هذه المواجهة.
وقال الدكتور روجر وينز، الباحث الرئيسي في SuperCam، إن كل هذا مكن الباحثين من تتبع شيطان الغبار.
وقال: "يمكننا مشاهدة انخفاض الضغط، والاستماع إلى الريح، ثم أخذ القليل من الصمت الذي يمثل عين العاصفة الصغيرة، ثم نسمع الريح مرة أخرى ونراقب الضغط يرتفع".
وقام الفريق بتحليل جميع البيانات التي تم جمعها معا، وتم نشر نتائجهم في Nature Communications.
ويأمل الباحثون أن يتمكن الميكروفون من التقاط صوت شياطين الغبار التي تظهر في مواقع جيولوجية مختلفة على سطح المريخ.
وسيسمح لهم ذلك بمقارنة البيانات من التسجيلات المختلفة لمعرفة كيف تؤثر المناظر الطبيعية على كوكب المريخ على ممتلكاتهم.
ديلي ميل