المغرب تحمل آمال وأحلام العرب في كأس العالم

رام الله الإخباري

تعلِّق الجماهير الفلسطينية خاصة، والعربية عامة، الآمال كثيرا على منتخب المغرب "أسود الأطلس" ممثل العرب الوحيد الباقي في كأس العالم، عندما يواجه منتخب اسبانيا في لقاء ناري يستضيه استاد (المدينة التعليمية)، غدا الساعة الخامسة مساء بتوقيت القدس.

المنتخب المغربي الشقيق قدم خلال مشواره في الدور الأول، أداء مبهرا استحق من خلاله تصدر مجموعته النارية التي ضمت وصيف النسخة الماضية منتخب كرواتيا الذي تعادل معه سلبا، وبلجيكا ثالثة العالم التي تغلبت عليها أسود الاطلس بهدفين نظيفين، وفي اللقاء الأخير أكد أحقيته لصدارة المجموعة بفوزه على كندا بهدفين لهدف.

نجوم "أسود الأطلس" مطالبون في لقاء الغد بالدخول كما الدور السابق للبحث عن الفوز فقط، رغم تاريخ وعراقة المنتخب الاسباني، لأنه غير ذلك سيكون الفريق لقمة سائغة للماتادور الاسباني الذي كان أداؤه ضعيفا ولم يرتقِ للمستوى المطلوب، وحل في وصافة المجموعة خلف المفاجأة منتخب اليابان.

منتخب المغرب مطالب أيضا بتغيير النظرة أو العقلية عن المنتخبات العربية وأن يصنع التاريخ لبلاده وللعرب كافة في هذا المحفل العالمي، وتغيير الطابع بأنها تبحث فقط عن تقديم الأداء بعيدا عن تحقيق النتائج أو حتى التأهل فقط للدور الثاني الذي يعد أقصى الأمنيات، خاصة أنه لم ينجح أي منتخب عربي بالابتعاد أكثر عن الدور ثمُن النهائي.

في تاريخ مشاركاته السابقة في بطولة كأس العالم في 6 نسخ، لم ينجح "أسود الأطلس" بالتأهل للدور الثاني سوى مرة واحدة في مونديال 1986 في المسكيك، بعد تصدر مجموعته على حساب منتخبات البرتغال وانجلترا وبولندا، وقابل في الدور الثاني منتخب ألمانيا الغربية وخسر بصعوبة بهدف وحيد جاء قبل دقيقة من نهاية اللقاء وقتها.

ويطمح منتخب "أسود الأطلس" الى تحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة عزيز بودربالة، وبادو الزاكي، ومحمد التيمومي، وكتابة تاريخ جديد ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى وتكرار إنجاز الكاميرون والسنغال وغانا اعوام 1990 و2002 و2010 تواليا، عندما تأهلت هذه المنتخبات إلى الدور ربع النهائي في أفضل انجاز للقارة السمراء.

الجيل الذهبي الحالي للكرة المغربية بقيادة المدرب وليد الركراكي، قادر على تقديم صورة مشرفة عن الكرة العربية والمغربية خاصة، ويتصدر هذه القائمة الحارس ياسين بونو المحترف في صفوف اشبيلية الاسباني، كما أن بديله منير حمداوي لا يقل عنه وتألق في لقاء كرواتيا، وفي الدفاع هناك النجم أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، ونصير مزراوي نجم بايرن ميونخ، وعبد الحميد صابري، وفي الوسط نجم تشيلسي حكيم زياش الذي كان مميزا بالدور الأول، وسفيان بوفال الذي تألق كثيرا أمام بلجيكا، وفي الهجوم زكريا أبو خلال، وعبد الرزاق حمد الله، والنجم يوسف النصيري.

التقى المنتخبان مرة واحدة في كأس العالم وكانت في النسخة الاخيرة روسيا 2018، وكان منتخب المغرب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز بعدما تقدم 2-1 حتى الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع، حيث ادرك الاسبان التعادل عبر ياغو أسباس، وقتها كان المغرب خارج المنافسة بخسارته أمام ايران والبرتغال.

والتقى المنتخبان أيضا عام 1961 في الملحق الإفريقي الأوروبي المؤهل الى نسخة تشيلي في العام التالي، وفازت اسبانيا 1-صفر ذهابا و3-2 ايابا.

على الجانب الآخر، لم يكن المنتخب الاسباني بالطموحات الكبيرة التي علقت عليه في هذه البطولة، خاصة بعد أدائه الضعيف بالدور الأول، رغم بدايته النارية واكتساحه منتخب كوستاريكا بسباعية نظيفة، وفي اللقاء الثاني اكتفى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله مع المانيا، وفي اللقاء الأخير سقط بغرابة أمام منتخب اليابان بهدف لهدفين، ليحتل المركز الثاني.

المنتخب الاسباني الذي سبق أن توج في اللقب الوحيد في تاريخه في مونديال جنوب افريقيا 2010، لن يكون سهلا، ويضم نجوما عديدة على رأسهم هدافه في البطولة المهاجم الفارو موراتا الذي سجل ثلاثة أهداف، وفيران توريس، وماركو اسينسيو وغيرهم من النجوم في خط الهجوم، وفي الوسط بيدري غونزاليس، والعجوز سيرجيو بوسكيتش، والمخضرم كوكي الذي لا يلعب كثيرا، وماركوس لورنتي، وفي الدفاع جارسيا، وداني كارفخال، ودوردي ألبا، وسيزار ازبيلكيويتا.

ويعتمد مدرب إسبانيا لويس إنريكي أسلوبا قائما على الاستحواذ، وأن يكون حارس المرمى شجاعا بما يكفي لتمرير الكرة الى زملائه القريبين منه، حتى عندما يكون ذلك تحت ضغط هائل من مهاجمي الخصم، وهو حافظ على ثقته بحارسه سيمون بغض النظر عن الانتقادات التي تلقاها بعد الأخطاء.

وفا