الأسير أيهم كممجي يروي تفاصيل عذاب العزل وكابوس رحلة البوسطة

"السجن يبقى سجن، والعزل يبقى عزل، فالعزل هو استفراد بالأسير لهزم معنوياته واحباطه وتحطيمه بعزله عن محيطه الخارجي والداخلي"، بهذه الكلمات أجاب الأسير المعزول أيهم كممجي(36 عاما) من جنين، بعد سؤال محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين شيرين ناصر له، عن ظروف عزله في سجن رمون.

أيهم المحكوم بالسجن مؤبدين و5 سنوات، يقبع في العزل منذ ما يزيد عن 10 شهور، تنقل خلالها من عزل ايشل الى ريمون، وواجه أوضاعا مأساوية في كافة النواحي، سواء من حيث الزنزانة أو من ساحة الفورة، ورداءة الطعام، الى جانب غياب أدنى احتياجات الحياة البشرية.

ووصف أيهم تفاصيل رحلة العذاب التي يواجهها الأسير عند تنقله بالبوسطة، قائلا: "من قسوة وشدة العذاب بالبوسطة أثناء نقلي الى عزل رمون ، عند دخولي الى غرفة العزل شعرت نفسي قد وصلت الى البيت، نعم وصلت البيت... لهذه الدرجة وأكثر قساوة التعامل والوحشية والمعاناة في البوسطة مع الأسير المعزول".

وتابع كممجي "فالبوسطة والتنقلات للأسرى بشكل عام هي كابوس لا ينتهي وبداية لمعاناة لا نهاية لها، وإذا حددنا الحديث هنا عن تنقلات الأسير المعزول فبالإضافة للمعاناة والألم ، هي بالواقع نوع آخر من المعاناة لا يمكن مضاهاته أو مقارنته بأي معاناة أخرى، فالمعزول يبقى مقيد اليدين والقدمين طوال الوقت، ومعاناة الحاجة لاستخدام الحمام هي نوع آخر من العذاب، فبعد عدة طلبات ومحاولات من الأسير لاستخدام الحمام حتى حضور السجانين لأخذ الأسير للحمام يبقى مقيد اليدين والقدمين طوال الوقت، و يجد صعوبة كبيرة في استخدام الحمام، وهذا ما يدفع الكثير من الأسرى الى الصيام قبل البدء برحلة العذاب (البوسطة) ، فالصيام في هذه الحالة أفضل لهم ، ليخففوا عن أنفسهم بعضا من المعاناة في الحاجة لاستخدام الحمام، مع العلم أن الصيام أيضا يتعبهم في هذه التنقلات الطويلة، التي تستمر ساعات طويلة وأيام وهم متعبون و يشعرون بالدوخة في أغلب الأحيان، كما تعتمد درجة المعاناة على تصنيف الأسير ومدى خطورته".

وفي موضوع آخر، تحدث كممجي عن خبر استشهاد أخيه شأس، وكيف كان متابعا للأخبار وشاهد على التلفاز لحظة اصابة الشاب ووقوعه على الأرض، وشعر أنه يعرفه ، وكيف حضر الضابط المناوب وسأله إن كان يريد شيء أو سمع شيء؟ وعندها لم يكن الأسير يعرف أي شيء وطلب من الضابط ان يخرج من دور المهتم وان يخبره ما يريد، وبعدها مر أحد الأسرى الأمنيين الموجودين في القسم وقال له البقية في حياتك وكان قد توقع ان يكون شقيقه عهد من استشهد وبعدها علم ان شقيقه شأس هو من استشهد، وطلب من الأسرى ان يباركوا له لا ان يعزوه فشقيقه شهيد.