ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، أن شعبية مجموعات "عرين الأسود" في نابلس باتت في تزايد مستمر، مشددة على أنه لا يمكن قمعها بسهولة، وذلك تعقيبا على الجريمة الإسرائيلية بالأمس بحق قيادة المجموعة، وارتقاء 5 من قادته.
ووفقا للمحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، فإن "عرين الأسود" هي فكرة أكثر من كونها بنية تنظيمية، وبالتالي يصعب وقف انتشارها.
وأضاف: "إن تجمهر مئات الفلسطينيين حول المستشفى في نابلس، حيث تم إحضار الجرحى وجثث القتلى، تدل على أنه توجد هنا ظاهرة هامة. وشعبية عرين الأسود تتزايد ولن تُقمع بسهولة".
ولفت هرئيل إلى أن "عرين الأسود" نجحت في توصيف نفسها مظاهرة جديدة تتمتع بشعبية، مبينا أنه ورغم قلة عدد أعضائها، فإن أي ادعاء يتعالى بشأن تحطيمها في الفترة القريبة لن يكون موثوقا.
وتابع: "لأنه لا توجد هنا خلفية تنظيمية راسخة أو هرمية واضحة، فإنه لا يمكن رصد انتماء ناشط كهذا أو ذاك مع المجموعة، إثر مقتله أو اعتقاله".
وأكمل هرئيل: "لا يمكن تجاهل العلاقة بين المجهود الأمني والخلفية السياسية. وثمة أهمية بالنسبة للحكومة، قبل أسبوع من الانتخابات، أن تُبرز أنها تحارب تهديدا إرهابيا جديدا ومتصاعدا، حيث طولب الجيش الإسرائيلي والشاباك بإظهار نتائج، الأمر الذي يفسر أيضا التواجد غير المألوف لرئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، رونين بار، في غرفة قيادة العمليات أثناء تنفيذ العملية" في نابلس".
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن العملية العسكرية امس في نابلس "من الناحية التكتيكية كانت هذه عملية عسكرية ناجحة جدا". إلا أنه أضاف أنه "برز في قيادة المنطقة للجيش الإسرائيلي أن الضباط الكبار طلبوا يكون التعامل بتناسبية مع هذا الإنجاز وتأثيره ميدانيا".
وقال: "يبدو أحيانا أنهم في جهاز الأمن يتحدثون بصوتين. من جهة، يحصل المُغتالون في البيانات الرسمية على أوصاف محترمة ويصورون كقادة تنظيم، كأن هذا أحد التنظيمات "الإرهابية" البارزة في العالم. ومن الجهة الأخرى، يوصي مسؤولون أمنيون آخرون بعدم تعظيم هذا التنظيم بهذا الشكل".
وأوضح ليف رام، أن تعظيم مبالغ فيه لعملية عسكرية ناجحة قد تعود كسهم مرتد إلى جهاز الأمن، وتطور ظاهرة تقليد وتشكيل تنظيمات مشابهة في مناطق أخرى" في الضفة الغربية.