كشفت شهادات لأكثر من 60 جندياً إسرائيليًا اشتركوا في العدوان البري على القطاع صيف العام الماضي النقاب عن إطلاق الجيش للنيران الكثيفة وعديمة التفرقة بهدف القتل داخل الأحياء السكنية.
وجاء في الشهادات التي نشرتها منظمة \"كسر الصمت\" الاثنين والتي تخص الجنود أن الجنود تلقوا تعليمات مضللة عن تواجد السكان في الأماكن التي دخلها الجيش حيث تبين وجود الكثير من العائلات داخل أحياء قيل للجيش أنها خالية من السكان.
وقال الجنود إن قيم الجيش العسكرية والتي طالما تغنى بها الجيش تم سحقها في غزة في حين قالت المنظمة إن المئات من مواطني القطاع قتلوا على يد الجيش وبلا تفرقة.
وأضاف الجنود أن الآلاف من القذائف المدفعية أطلقت على الأحياء السكنية ما تسبب بتدمير البنى التحتية والمباني دون أي مبرر عسكري واضح، مشيرين إلى تلقيهم معلومات تقضي بإطلاق النار بهدف القتل لأي شخص يرونه في المنطقة وان سياسة الجيش كانت تقضي بمجازفة قليلة للقوات حتى لو كان الثمن المس بالمواطنين الأبرياء.
قتل عجوز وفتيات
وتحدث أحد الجنود عن قتل عجوز فلسطيني شمال القطاع وإطلاق النار عليه مرتين دون أن يشكل أي خطر على حياة الجنود وقتله بدم بارد فيما تحدث جندي آخر على إطلاق قذيفة مدفعية على كل بيت في القطاع كما أشار ثالث إلى تلقيهم تعليمات بتدمير البيوت بدائرة 500 متر جنوب القطاع.
في حين قال ضابط آخر تواجد في بلدة خزاعة شرق خان يونس خلال العدوان أن الجيش دمر بناية من 6 طوابق فقط لأن هنالك معلومات بوجود اجتماع لمسلحين داخلها في حين منح ساكنوها ما بين 26 ثانية إلى دقيقة فقط لإخلائها وهو وقت غير كافي لنزوح السكان على حد تعبيره.
كما أشار جندي آخر إلى عدم دقة قصف الطائرات لأماكن إطلاق الصواريخ الفلسطيني قائلاً إن الغارات لم تكن تستهدف مصادر الصواريخ بشكل دقيق بينما تسبب تدمير أكثر من بيت في أحد الأحياء إلى دمار الحي كاملاً وتسويته بالأرض وذلك على ضوء طبيعة البيوت الإسمنتية.
بينما قامت طائرة بدون طيار بقصف فتاتين جنوبي القطاع بعد تواجدهن في أحدا الحقول التي تبعد مئات الأمتار عن الجنود دون أن تشكلا أي خطر على حياة الجنود في حين حضرت دبابة للمنطقة وشخصت جثة الفتاتين دون وجود أي سلاح عليها وعلى الرغم من ذلك فقد كتب في التقرير اليومي أنه تم قتل \"مخربتين\" بحسب التقرير.
وقتلت فلسطينية أخرى بنيران رشاشات الدبابات بعد أن أرسلها مجموعة من الجنود صوب رتل من الدبابات عمداً وذلك في اليوم الأول للمعارك البرية.
[caption id=\"attachment_21263\" align=\"aligncenter\" width=\"600\"]
تصوير : ميديا تاون[/caption]
ونقلت صحيفة هآرتس عن أحد جنود المدفعية قوله أن قائده طلب من الجنود إطلاق قذائف المدفعية على البيوت الفلسطينية انتقاماً لمقتل رفيقه وبما يشبه إطلاق النار في الجنائز ولكن على شكل قذائف حيث طلب منه قائده اختيار البيوت الأبعد لضمان تدميرها على رؤوس ساكنيها.
وبحسب الشهادات قام أحد قادة المدفعية بإجراء مسابقة رماية لدباباته حيث طلب منهم اختيار إحدى المركبات الفلسطينية التي تمر على إحدى الشوارع بالقطاع وإصابتها بقذيفة وبحسب أحد الجنود فذلك الشارع كان يشهد حركة للمركبات الخصوصية والعمومية وسيارات الإسعاف وانه حاول ثلاث مرات إصابة سيارة أجرة دون فائدة قبل أن يطلب منه قائده التوقف حتى لا يخسر كل قذائفه.
وقال الجنود أن التعليمات كانت تقضي بإطلاق النار على كل ما يتحرك في أماكن تواجدهم في حين جرى هدم البيوت التي تواجد فيها الجيش فور مغادرة الجنود.
ووصف مدير عام المنظمة \"يولي نوفيك\" التقرير بالقاسي وأنه يعرض صورة قاتمة عن سياسة عدم التفرقة في إطلاق النار والتي انتهجها الجيش في القطاع، كما يبين انهيار أخلاق الجيش داخل القطاع عبر تعليمات وصل من رأس الهرم العسكري.
وطالب نوفيك بتشكيل لجنة تحقيق خارجية للتحقيق في سياسة فتح النار خلال الحرب والأسس والمبررات التي وقفت خلفها لافتاً إلى أن بديل ذلك سيكون إلقاء اللوم على الجنود في الميدان وإخلاء طرف قيادة الجيش من هذه الأفعال على حد تعبيره.
المصدر : وكالة صفا