تحذيرات إسرائيلية من تلويح معسكر نتنياهو بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات

رام الله الإخباري

حذّر قاضي المحكمة الإسرائيلية العليا يتسحاق عميت، خلال لجنة الانتخابات المركزية، من احتمالات عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، وعدم الاعتراف بشرعية النتائج من قبل معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.

وجاء ذلك رداً على التماس قدمه ممثل الليكود ومحاميه إيلان بومباخ، حذر فيه بومباخ من تكرار مظاهر وعمليات زعم أنها وقعت في انتخابات سابقة، ومن بينها تزوير الانتخابات في مراكز اقتراع، وحالات من غياب الشفافية في الانتخابات، مقترحاً عدة وسائل عملياتية لتفادي ذلك.

يشار إلى أن نتنياهو لم يتورع منذ بدء دوامة الانتخابات المعادة في إسرائيل في انتخابات إبريل 2019، عن اجتياز الخطوط الحمراء المتفق عليها ضمنياً في شرعية الحكم والحكومة، عبر التلويح بعدم الاعتراف بالنتائج وبشرعيتها.

فمن المتوقع أن يسعى نتنياهو في المعركة الانتخابية الحالية إلى تصعيد دعايته وحملاته ضد النتائج المحتملة في الأول من نوفمبر المقبل، في حال لم يتمكن معسكره من تحقيق 61 مقعداً على الأقل تمكنه من تشكيل حكومة ائتلاف، تماماً مثل ما حاول التحريض على الاتفاق المتبلور لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بالإعلان أن حكومة برئاسته لن تلتزم به وستعمل على إلغائه.

وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية اليوم الجمعة، بأن الليكود اقترح أن تصور مراكز الاقتراع بشكل ثابت ونشر قوات من الشرطة في تلك المراكز، على غرار محاولته في سنوات سابقة تزويد ممثلي حزبه وأحزاب اليمين المناصر له بأجهزة تصوير خفية، بينها على شكل أقلام وولاعات، لدى مثولهم في مراكز الاقتراع في بلدات فلسطينية ممثلين عن أحزابهم.

وأوضحت الصحيفة أن القاضي عميت رد على اقتراحات وتحذيرات ممثل الليكود بالتأكيد على وجود مخاوف من تدخلات أجنبية في الانتخابات، لكن مقدور عليها بفعل نشاط وخبرة أجهزة الأمن والسايبر الإسرائيلية.

وبالتوازي مع ذلك، اعتبر عميت أن الخطر الحقيقي هو نزع الشرعية عن الانتخابات ونتائجها من قبل جهات وأطراف داخلية في إسرائيل، مضيفاً: "آمل أنه لا سمح الله لسنا أمام بذور ما قد يُفسر لاحقاً بأنه نزع شرعية مسبقاً عن نتائج الانتخابات".

وأكد على أن رسالة ممثل الليكود للجنة هي "عملياً محالة أولى للتمهيد لعملية نزع الشرعية عن نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بها".

وسبق لنتنياهو أن ادعى، لأول مرة بعد انتخابات 17 سبتمبر عام 2019، أن اليسار والعرب سرقوا الانتخابات من خلال التزوير وتمويل جمعيات أجنبية، وتحديداً من الجمعيات الأميركية المحسوبة على الحزب الديمقراطي ولوبيات اليهود الإصلاحيين والمحافظين، لحملات أحزاب اليسار والقائمة المشتركة للأحزاب العربية، قبل تفككها نهائياً في 15 سبتمبر الماضي.

ومع بدء التحقيقات الرسمية في شبهات تلقي نتنياهو الرشاوى وخيانة الأمانة العامة، حاول اتهام الإعلام والقضاء وحتى الشرطة بالتآمر لإسقاط حكومته ومنع انتخابه لأنه يمثل حكومة اليمين المدعومة من الشعب.

ومن المقرر ان تجري انتخابات الكنيست الـ25 في "إسرائيل" في الأول من نوفمبر القادم، بحيث ستتنافس 40 قائمة انتخابية على 120 مقعداً.

ورغم تكرار العملية الانتخابية في "إسرائيل" للمرة الخامسة في أقل من 4 سنوات، فإنَّ هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها بشكل كبير، فللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، يقود نتنياهو حزب الليكود في المعركة الانتخابية من مقاعد المعارضة، بعيداً من كرسي رئاسة الحكومة الذي اعتاده، والذي كان يمكّنه من تحديد الأجندة السياسية والإعلامية للانتخابات، الأمر الذي يمنحه تفوقاً في حملته الانتخابية عن باقي منافسيه.

سما