شهر دون غارات.. لماذا توقفت الضربات الإسرائيلية على سوريا؟

رام الله الإخباري

كشفت صحيفة The Jerusalem Post العبرية اليوم الجمعة، عن غياب واضح لضربات الجو الإسرائيلية على أهداف سورية خلال مدة تزيد عن الشهر، بعد استمرارها لنحو عقد كامل، فيما بينت أن التوتر الحاصل مع روسيا قد يكون سببا بهذا "التوقف الغامض"، فيما يمكن أن تلجأ إلى طرق أخرى "أكثر فاعلية" لتدمير الهدف.

وقالت الصحيفة، إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، التي كانت نشطة في الأجواء السورية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، غابت بشكل غامض لأكثر من شهر، حيث تتهم إسرائيل بتنفيذ مئات الضربات التي استهدفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا.

وكانت إسرائيل تنفذ حملتها للحرب بين الحروب المعروفة باسم MABAM))، في محاولة لإجبار إيران ووكلائها على الخروج من سوريا، وإحباط تمدد خطر طهران على تل أبيب، بالإضافة إلى إحباط تهريب الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.

وأفادت تقارير إعلامية، بأن سلاح الجو الإسرائيلي قصف أهدافاً في جميع أنحاء سوريا، كما أنه ضرب المطارات السورية، بما في ذلك مطار حلب الدولي ومطارات دمشق الدولية.

ومنذ الضربة التي استهدفت مطار دمشق الدولي، في 17 سبتمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 5 جنود سوريين، لم ترِد أنباء عن غارات إسرائيلية، كما تقول الصحافة العبرية.

ويأتي غياب الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، تزامناً مع استمرار التوترات في التصاعد بين إسرائيل وروسيا، بسبب وقوف تل أبيب مع كييف والحلفاء الغربيين ضد موسكو.

وازدادت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإسرائيل توتراً وتعقيداً منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث كان أبرزها طلب وزارة العدل الروسية تصفية الفرع الروسي لـ"الوكالة اليهودية" في 21 يوليو 2022، بدعوى "ارتباطها بانتهاكات غير محددة للقانون الروسي".

وحذّر محللون إسرائيليون من تبعات الأزمة بين إسرائيل وروسيا، قائلين إن "أحد مخاوفنا هو أن الخلاف بين إسرائيل وروسيا قد يعني أنه لن تكون لدى إسرائيل القدرة الكافية للعمل في سوريا مع استمرار تصاعد الخلافات".

وأشارت صحيفة جروزاليم بوست، إلى أنه على الرغم من أنَّ روسيا حققت نجاحاً كبيراً في سوريا، إذ تمكنت من إبقاء بشار الأسد في السلطة من خلال القصف المكثف على المدنيين، إلا أنها لم تحقق موسكو حتى الآن أي نجاح حقيقي في حربها في أوكرانيا.

وتتعرض روسيا لانتكاسات في أوكرانيا التي تدعمها الدول الغربية بالأموال والأسلحة، نتيجة لذلك، لجأت موسكو إلى إيران لتزويدها بطائرات من دون طيار مثل "شاهد 131" و"شاهد 136" بالإضافة إلى صواريخ باليستية محتملة.

كما تعرضت إسرائيل لضغوط من أوكرانيا لتزويدها بأنظمة أسلحة أو أنظمة دفاع جوي، وذلك بعد استخدام روسيا للطائرات من دون طيار لاستهداف البنية التحتية المدنية.

ومع ذلك، تواصل إسرائيل رفض تزويد كييف بهذه الأنظمة، خشية أن تؤثر على آلية تفادي التضارب مع موسكو.

ويمتلك الجيشان آلية لتفادي ومنع الاحتكاك غير الضروري أثناء عمليات سلاح الجو الإسرائيلي، وبينما قال ضباط الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي مؤخراً لصحيفة جروزاليم بوست، إن آلية تفادي الاحتكاك بين البلدين مستمرة، متسائلين: "هل من الممكن أن تكون إسرائيل قد لاحظت تغييراً في الطريقة الروسية لنشر قواتها ودفاعاتها الجوية في سوريا؟".

وفي حين أنَّ الجيش الإسرائيلي نادراً ما يُعلّق على الضربات التي يشنها ضمن إستراتيجية الحرب بين الحروب في سوريا،

من جهتهم، شدد مسؤولون أمنيون إسرائيليين، على أن الحرب في سوريا ستستمر طالما كان ذلك ضرورياً، لكن مع تصاعد الأزمة بين موسكو وتل أبيب منذ منتصف سبتمبر، يبدو أن روسيا قررت وقف ضرباتها في سوريا بشكل مؤقت.

في أواخر أيلول، انفجر مخزنان من الذخيرة والأسلحة تابعان لإيران في قرية بمحافظة حمص شرقي سوريا، لم يسفران عن سقوط ضحايا، ولا يزال سبب ذلك غير واضح. بحسب صحيفة جروزاليم بوست

سما