رام الله الإخباري
دافعت المملكة العربية السعودية عن قرار "أوبك بلاس" بخفض إنتاج النفط، رغم انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية منه، ووصفت الانتقادات بأنها تصريحات "لا تستند إلى حقائق".
وهاجم الدبلوماسي الإسرائيلي القنصل السابق في نيويورك، ألون بنكاس، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الجمعة، السعودية على خلفية قرارها بخفض إنتاج النفط، وإهانتها للولايات المتحدة، معتبرا أنها ليست حليفا موثوقا.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي، إن "الحليف الذي يعارض سياستك الخارجية ويمول المعارضة لها، والذي يجرك بقوة لمواجهة إقليمية مسلحة قام بشنها، والذي يتعاون بشكل علني مع أكبر أعدائك في وقت هناك مواجهة مباشرة معك، والذي يقوم بتحدي طلباتك الصريحة بزيادة كمية استخراج النفط ويقوم بتقليصها، والذي يقوم بدعوتك لمؤتمر في جدة لإهانتك بشكل علني بعد ثلاثة أشهر ، هذا ليس حليفا موثوقا".
وأوضح بنكاس أن "السعودية أعلنت بوضوح أنها ليست حليفا للولايات المتحدة، وسيكون هناك في واشنطن، من يحذر من رد مفرط وانتقامي للولايات المتحدة، وهناك من سيشرح أن الثقل الجيوسياسي المهم للسعودية انتهت صلاحيته منذ ثلاثة عقود".
وأشار إلى أن "العملية التي وعدت فيها الولايات المتحدة بإعادة تقييم العلاقات تستمر على الأقل منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وبفضل الوقود الصخري وتقنية الحفر المبتكرة، تحولت السعودية في العام 2001 من ذخر استراتيجي إلى عبء أمني".
وتابع: "باستثناء الغضب المقدس من نفاق السعودية، ومن نكران الجميل للدولة التي نشرت فوقها مظلة أمنية، والغضب من التعاون مع بوتين ومن الإهانة الاستفزازية بقرار أوبك+، سمعت اقتراحات ملموسة في الكونغرس، والرئيس الأمريكي أعلن بأنه سيفحصها بشكل إيجابي".
ولفت الدبلوماسي الإسرائيلي، إلى أن السناتور ريتشارد دربن طلب "إعادة النظر في العلاقات مع السعودية والبدء في تخيل عالم بدون هذا التحالف، نظراً لأن السعودية فضلت مجرم الحرب بوتين على الولايات المتحدة".
ولفت بنكاس إلى أن "بايدن هو أول من قام بطلب صياغة سياسة تعرف مجددا الخطوط الأساسية وجوهر العلاقات مع السعودية، فمن ناحيته، السعودية كانت مزيجا خطيرا من انتهاك حقوق الإنسان والإخفاق العسكري وتمويل الحملة ضد الاتفاق النووي مع إيران، ومستقبل قاتم مع ابن سلمان وفائدة سياسية إقليمية مشكوك فيها في الشرق الأوسط".
وادّعى بأن "الولايات المتحدة، ترى أن السعودية لا توفر أي فائدة ملموسة تبرر هذا التحالف، وملاءمة العلاقات وتحديثها كي تناسب مصالح الولايات المتحدة".
ونبه الدبلوماسي الإسرائيلي، إلى أنه "يجب الانتظار ورؤية ما الذي سيفعله بايدن بالضبط، ولكنْ، هناك أمر واحد واضح، أن إعادة تقييم العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، انتقلت من مرحلة الأقوال لمرحلة الأفعال التي لا رجعة عنها".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال الثلاثاء الماضي، إن علاقات واشنطن مع الرياض ستواجه "عواقب" بعد إعلان "أوبك بلاس" الخفض رغم الاعتراضات الأمريكية، بواقع مليوني برميل يوميا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس الخميس، إن قرار "أوبك بلاس" جاء بالإجماع، آخذا بعين الاعتبار التوازن بين العرض والطلب، ويهدف إلى كبح تقلبات السوق، كما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين.
وأعلنت "أوبك بلاس" التي تضم منظمة أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، عن خطط خفض إنتاج الخام بعد أسابيع من الضغط من قبل مسؤولين أمريكيين لمنع مثل هذا القرار.
واتهمت الولايات المتحدة الرياض بالانحياز إلى جانب روسيا، التي ترفض محاولات غربية لوضع سقف لسعر النفط الروسي بسبب غزوها أوكرانيا.
ونقل بيان وزارة الخارجية السعودية عن مصدر مسؤول في الوزارة تأكيده على "الإطار الاقتصادي البحت" لقرار خفض إنتاج النفط.
وأضاف: "أوضحت حكومة المملكة من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر، حسب ما تم اقتراحه، سيكون له تبعات اقتصادية سلبية".
سما