صحيفة عبرية: لابيد سيكون مسؤولاً عن الحرب المقبلة

رام الله الإخباري

انتقدت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، التراجع النسبي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، بخصوص اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وقال الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في مقاله في صحيفة "هآرتس"، إنه "إذا لم يوقع لابيد الاتفاقية لمنع الحرب مع لبنان، وإذا استمر في سياسة زج الأصابع في عيون الفلسطينيين كل يوم، عندها لا يمكن تنظيفه من الاتهامات الموجهة له".

وأضاف ليفي: "مع اقتراب موعد الانتخابات الشهر المقبل، يحاول لابيد الإثبات أن الحكومة اليسارية قوية، لكن أمام أدائها وتأثّرها بالخطابات التحريضية لرئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو الذي يستغل هذا الموضوع لرفع حظوظ عودته إلى المنصب، ستنجرف لتكون حكومة حروب".

وتابع: "إذا لم يستجمع رئيس الوزراء يائير لبيد، الشجاعة ويسارع إلى توقيع الاتفاق مع لبنان، فإنه يتحمل مسؤولية اندلاع الحرب المقبلة في الشمال"، مردفاً: "إذا لم يأمر رئيس الوزراء ووزير الجيش على الفور الجيش الإسرائيلي بوقف هيجانه في الضفة الغربية، سيتحمل كلاهما مسؤولية التدهور".

وأفاد بأن إسرائيل قد تجد نفسها في حرب لا تريدها كالعادة، ومرة أخرى سيثبت أن اليسار يستطيع أن يُحرض على الحروب ويأخذ إسرائيل إلى جولة أخرى من إراقة الدماء، كما حدث حتى في أجمل أيامها.

وأكمل قائلاً: "يبدو للحظة أن بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء، لكنه ليس كذلك، نتنياهو يحرض على الحرب بتهديداته واتهاماته، لكنه لن يتحمل أي مسؤولية إذا حدث ذلك، في غياب اتفاق مع لبنان".

واعتبر ليفي أن "الشخص المسؤول المباشر عن ذلك سيكون لابيد، وليس أي شخص آخر، إذ اتضح أنه كان خائفاً من تهديدات سلفه وسارع إلى التراجع عن الاتفاق بسبب شدة الخوف".

وأوضح أنه "إذا دفع الإسرائيليون واللبنانيون أرواحهم وممتلكاتهم بسبب مقدار الإتاوات (والتي هي دفعات مُلزمة قانونيًا تُقدّم لفرد معيّن أو جهة محدّدة، مقابل الاستخدام المستمرّ لأصوله المحفوظة)، أو حتى بسبب موقع خط العوامات، فإن حرب لبنان الثالثة ستكون بلا جدوى مثل الحربين السابقتين".

وأردف: "ربما يعني الانسحاب من الاتفاقية الحرب، لا شيء يبررها، والاتفاق، أي اتفاق، أفضل منها ألف مرة، في يد لابيد أن يمنع الحرب حتى قبل الانتخابات".

وأكد على أن "المسؤولية الجنائية لحكومة التغيير لا تقل خطورة مع بيني غانتس في منصب وزير جيش متوازن ومحب للسلام، ومع "العمل" و"ميرتس" كشريكين كاملين (حزبين يهوديين)، لما كان يحدث بالضفة الغربية في الأشهر الأخيرة".

وقال ليفي: "إن مزيجاً من رئيس الأركان الذي يؤمن بالفتك، ورئيس الوزراء ووزير الجيش اللذين يدعمانه تلقائياً، وحكومة انضم جميع وزرائها إلى دائرة الصمت، خلقت واقعاً كارثياً، لا يكاد يكون هناك يوم بدون قتلى، وبلا جدوى!".

وأوضح أنه "خلال يوم واحد من عطلة نهاية الأسبوع، قتل الجنود الشجعان والأخلاقيون أربعة أشخاص، في إحدى الحالات كان هؤلاء متظاهرون أطلق الجيش عليهم الرصاص الحي كعادته الفاضحة، وفي الحالة الأخرى رجال مسلحون في جنين استفزهم الجيش في عملية غبية أخرى لاعتقال مطلوب".

وتابع: "لابيد وغانتس لا يقودان الجيش، ميراف ميخائيلي ونيتسان هورفيتش (أعضاء في الكنيست عن حزب العمل وميرتس) لا يستطيعان السيطرة على ما يحدث فيه، ولكن عندما تكون إراقة الدماء يومياً وفي معظم الحالات أيضاً غير ضرورية وغير قانونية، فإن صمتهم يتردد صداه بعيداً وواسعاً".

وأشار إلى أن "هذا الصمت - لميخائيلي وهورفيتش – هو شهادة تقدير وتحية للجيش الذي يطلق النار دون أي قيود، فمرة أطلق النار في عملية دهس حسب ادعائهم، ومرة أطلق النار على صبي يبلغ من العمر 14 عاماً بالقرب من الجدار الفاصل".

وشدد ليفي على أنه "لا يمكن لحكومة أن تضع هذه الأشياء على جدول الأعمال، وبالتأكيد ليست حكومة يسار الوسط، التي تبتلع التغيير في حلقها وهي صامتة، وصمتها مستمر ومخزٍ، من لابيد إلى آخر وزرائه".

وأكمل: "عندما يرى الجيش أن الحكومة صامتة، وأحياناً تدعم، بل وأيضاً تهتف، مثال ذلك رسائل التهنئة التي تلقيها وزيرة النقل بعد كل عملية يقوم بها الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية، ويستمر الجيش بعدها في القتل والقتل دون عوائق، فالجيش يقتل وهذا ما يفعله، وعندما يفعل يجب إلقاء اللوم على الحكومة التي تسمح له بالقيام بذلك".

ولفت ليفي إلى أنه "قد يكون لحكومة لابيد إنجازات في عدة مجالات، ولكن إذا لم توقع اتفاقية لمنع الحرب مع لبنان، وإذا استمرت في سياسة زج أصابعها في عيون الفلسطينيين كل يوم، عندها لا يمكن تنظيفها من الاتهامات الموجهة لها".

وختم قائلاً: "ربما لم تكن هذه الحكومة قد وعدت بحمامة السلام، لكن ما يحدث أمام أعيننا الآن هو عكس هذا الوعد، إنه ينذر بالكارثة ويذكرنا مرة أخرى أنه في الحرب والسلام، ليس اليسار بالتأكيد أفضل من اليمين".

وكانت القناة "13" العبرية، قد أفادت في وقت سابق، نقلاً عن مسؤول سياسي كبير، بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي ​يائير لابيد أُبلغ بتفاصيل التغييرات الجوهرية الجديدة التي يسعى لبنان إلى إجرائها في اتفاق ​ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وأمر فريق التفاوض برفضها".

وأوضح لابيد بحسب المصدر، أن "إسرائيل لن تهدد أمنها واقتصادها بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريبًا".

وأكد المسؤول الكبير، على أن "إسرائيل ستنتج الغاز من منصة كاريش بأسرع ما يمكن، وإذا حاول حزب الله أو أي شخص آخر الإضرار بمنصة كاريش أو تهديدنا، ستتوقف المفاوضات على الخط البحري على الفور، وسيكون على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن يشرح للمواطنين اللبنانيين سبب عدم امتلاكهم لمنصة غاز ومستقبل اقتصادي ".

سما