رغم إجراءات الاحتلال: آلاف المواطنين يتوافدون للحرم الإبراهيمي

الحرم.jpg

رام الله الإخباري

توافد المواطنون من كل حدب وصوب بغية الوصول الى الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، حيث اكتظت باحاته بجماهير غفيرة من مواطني محافظة الخليل وغيرها من محافظات الوطن، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف، تمسكا بعروبة وإسلامية هذا المسجد، وردا على احتفالات الاحتلال ومستوطنيه العنصرية.

الحاج أبو محمد العناني (55 عاما) قال لـ"وفا" أثناء تواجده برفقة عائلته وأحفاده في ساحات الحرم الخارجية إن "المشهد مؤلم بسبب إغلاق البوابات من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، لكن هذا التوافد بالآلاف جميل ورائع، هو يتكرر عدة مرات خلال العام ويجب أن يتواصل بشكل يومي بالتنسيق مع المؤسسات وكل الجهات الوطنية".

وتابع "أبو محمد" الذي اضطر البقاء في الساحات الخارجية لمدة ساعتين تقريبا تحت أشعة الشمس الساطعة بسبب إغلاق الاحتلال بوابات الحرم ومنعه دخول المواطنين الى داخله أن "هذه العائلات الفلسطينية التي تجوب حدائق وساحات الحرم الشريف، مصطحبة أطفالها، وأنواع مختلفة من الحلويات، تعود بذاكرتها إلى ما قبل فرض الاحتلال إجراءاته التعسفية في وجه المواطنين والمصلين، الذين كانوا يتوافدون بكثافة على هذا المسجد الإسلامي المقدس، والذي هو محط أنظار المسلمين في كل أنحاء العالم".

ومع وصولها برفقة أطفالها وعائلتها من نابلس الى ساحات الحرم، قالت "أم أحمد" العكر لـ "وفا": رغم ما تعرضنا له من مضايقات واستفزازات على حواجز الاحتلال العنصرية المقامة على مداخل الحرم، وتفتيشنا عبر البوابات الإلكترونية ومن قبل المجندات المدججات بالسلاح، أصرينا على الوصول حيث خرجنا من نابلس قبل أربع ساعات وها نحن هنا في الحرم.

وأضافت أن "إجراءات الاحتلال وإعاقته وعرقلته وصول المواطنين والمسلمين إلى الحرم الإبراهيمي لن تفلح في زرع الخوف في نفوسنا، وسيبقى الحرم مسجد إسلامي خالص وهو ملجئنا للرباط فيه كما المسجد الأقصى المبارك".

وعقب نقله تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لكافة الجماهير التي أمت الحرم الإبراهيمي، ناشد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري، المواطنين الفلسطينيين، شد الرحال دوما إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، لنصرته وحمايته من الاحتلال ومستوطنيه، الذين يبذلون كل جهدهم من أجل تهويده وإحكام سيطرتهم عليه.

وقال خلال الاحتفال الذي أقيم في الحرم: "رسالتنا للاحتلال والعالم، سيبقى هذا المسجد عربيا إسلاميا موحدا للمسلمين فقط، ولن يكون إرثا  للمستوطنين، فشعبنا ووزارة الأوقاف هما الحامي والمدافع المخلص عن إسلامية هذا المسجد والاحتلال الى زوال مهما طال الزمن وبطشَ الطغاة".

وندد البكري باستهداف المستوطنين للحرم الإبراهيمي وتدنيسه بحفلاتهم الماجنة واقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك.

وأضاف: "نقول لحكومة الاحتلال، نحن هنا باقون ونحن أولى الناس بإبراهيم، وهذا المكان والمسجد الأقصى هما عنوان وجودنا وتاريخنا، لذلك يجب علينا أن لا نهجرهما ونعمل دوما على الصلاة فيهما والصبر على أذى المحتل، لحمايتهما".

وشدد على أهمية توحيد الصفوف، وأن يكون الشعب الفلسطيني في خندق واحد لمقاومة المحتل، والتصدي لإجراءاته العنصرية المتطرفة بحق المقدسات والمواطنين، وأنه سيعمل على حث جميع فئات الشعب لزيارة الحرم وتسيير رحلاتهم إليه.

بدوره، شدد رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل عبده دريس، على دور القطاع الخاص الفلسطيني في دعم الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة بمدينة الخليل، لافتا الى ضرورة الدفاع عن المقدسات والرباط في الحرم والتمسك بهما لحمايتهما من التهويد.

من جهته، استنكر مفتي الخليل الشيخ ماهر مسودة، الإجراءات التعسفية الإسرائيلية التي تطال الحرم الإبراهيمي الشريف وحفلات المستوطنين المستفزة، معتبرا ذلك تعدي على كافة المقدسات والديانات السماوية، وحرية العبادة، التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية.

وقال مفتي الخليل إن الغطرسة الإسرائيلية ستزول والظلم لن يدوم، وسيأتي الله بأمره، وسندخل المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي آمنين رافعين رؤوسنا وراياتنا، فالمستقبل لنا ولأجيالنا القادمة مهما طغى الاحتلال ومستوطنيه.

ونوه مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري لـ "وفا" أن الساحات المحيطة بالحرم الشريف لا ينعم بدخولها المواطن الفلسطيني، إلا أياما قليلة خلال السنة، فيما يتمتع بها المستوطنون المدججون بالسلاح كافة أيام السنة، كما قسمت سلطات الاحتلال الحرم بين المسلمين ومستوطنيهم وأخذت القسم الأكبر لهم على مدار العام ولا يفتح الحرم بكافة أروقته وساحاته وباحاته سوى أيام قليلو خلال العام للمسلمين.

وعلى شرف مناسبة المولد النبوي، جابت مسيرة البيارق التي انطلقت من مدرسة ابن رشد في عين سارة شوارع مدينة الخليل، ونظمت في الحرم دروس ومحاضرات دينية ولقاءات وعظ وإرشاد نسوية، وقدمت فرقة "طيبة للمديح النبوي"، وصلات إنشادية تفاعل معها الحضور، خلال الاحتفال بهذه الذكرى داخل الحرم.

وفا