"هآرتس": هذه تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية للأوضاع بالضفة خلال الفترة القادمة

رام الله الإخباري

قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية حاليًا، قد تؤخر نهايتها وربما تحسن الوضع.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها اليوم الجمعة، أن "مثل هذا التغيير سيكون مشروطا بالتنسيق الأمني الوثيق، وتعزيزه بخطوات قد لا تناسب الحكومة الحالية في تل أبيب مع اقتراب الانتخابات".

وأشارت إلى أن "ضعف السلطة أصبح واضحا وأنها غير قادرة على العمل في بعض الناطق وخاصة جنين"، لافتة إلى "هناك اعتقاداً بأن السلطة فعلياً بدأت بالانتهاء، وأنه خلال الأشهر المقبلة ستشهد انهيارا أكبر مع الانهيار النهائي لنماذج العمل التي كانت تسري منذ اتفاقيات أوسلو قبل 29 عاما".

وأوضحت الصحيفة أن "خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وتحريض حماس المستمر لإشعال الأوضاع في الضفة، والموقف الضعيف للسلطة من الأوضاع، كلها أسباب تشير إلى أن الأوضاع لن تكون مستقرة"، منوهة إلى أن "هناك انقساماً في المواقف حول إذا كان هناك مستقبل لحكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

وشددت الصحيفة على أن "خطاب الرئيس عباس المرتقب قد يحمل تهديدا جديدا لإسرائيل، ومثل هذه التصريحات قد تساهم في تأجيج الروح بين نشطاء فتح والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، في وقت تمارس فيه إدارة جو بايدن بالتنسيق مع حكومة لابيد ضغوطا على الرئيس عباس لتجنب أي تصريحات قد تفسر أنه لا رجوع عنها".

يشار إلى "إمكانية انفجار الأوضاع في المسجد الأقصى مع اقتراب الأعياد اليهودية، وفي ظل محاولات حماس للتحريض على ذلك". وفق صحيفة "هارتس"

ولفتت الصحيفة إلى تقرير لشعبة الاستخبارات نشر في عام 2016، والذي اعتبر حينها بأنها وثيقة تحذير استراتيجية يشير إلى مخاوف إضعاف السلطة الفلسطينية إلى حد التفكك، وافتقار إسرائيل إلى عنوان للتحدث معه، أكثر من خشيتها من اندلاع انتفاضة ثالثة أو موجة هجمات".

وبشأن عملية الجلمة والفشل في التعامل مع المنفذين، قالت الصحيفة إن "مقتل الضابط أدى إلى تفاقم الجدل في المؤسسة الأمنية وحتى على المستوى السياسي حول ضرورة القيام بعملية واسعة الناطق في جنين، لكن الحكومة في تل أبيب غير متحمسة لذلك، خشية من أن تتطور مثل هذه العملية إلى احتكاك مستمر في مناطق أخرى دون حل واضح، وأن عدم الخروج بنتائج إيجابية من مثل هذه العملية قد ينعكس على نتائج الانتخابات المقبلة".

ويقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن الأمن الفلسطيني يواجه صعوبات في التعامل مع المسلحين في جنين، وأن ضباطه يخشون العودة ليلًا إلى بيوتهم حتى لا يتهموا بأنهم متعاونون مع "إسرائيل".

وقال ضابط إسرائيلي كبير في وقت سابق، إن السلطة لا تبذل قصارى جهدها للمساعدة في وقف التدهور، وفي كل اجتماع يطلبون وقف الاقتحامات وإعادة جثث الشهداء من أجل التصرف بأنفسهم، وتم تقديم مثل هذه الوعود في الخريف الماضي ولم يتم الوفاء به، ما دفع الجيش الإسرائيلي لاستئناف عملياته بعد 6 أشهر لعدم اتخاذ أي إجراء من جانب السلطة.

من جهته، قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرائيل، في وقت سابق، إن هناك إجماعًا لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن وضع السلطة الفلسطينية سيئ ومن المتوقع أن يزداد سوءًا، خاصة أن الاستراتيجية المعتدلة للسلطة أصبحت موضع تساؤل بالنسبة للفلسطينيين.

رام الله الإخباري