رام الله الإخباري
ارتفع مستوى التوتر الأمني بشكل كبير في الضفة الغربية، خلال الأشهر الأخيرة، عقب ارتفاع كبير في عدد العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، بالتوازي مع التصاعد الكبير في اقتحامات قوات الاحتلال للمدن الفلسطينية، وتزايد عدد الشهداء الفلسطينيين.
وذكر تقرير المحلل السياسي في موقع "واللا" العبري باراك رافيد، اليوم الجمعة، أن الوضع في الضفة الغربية يثير قلق جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) وكذلك الإدارة الأميركية، لافتاً إلى أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بربارا ليف، لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، عزز الشعور بأن الفترة المقبلة ستكون "سيئة جدا".
والتقت ليف مع مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي، بينهم رئيس الشاباك، رونين بار، ومنسق العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، للحديث بشأن تصاعد الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية.
وجاءت زيارة ليف، على خلفية سعي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى دفع الفلسطينيين للتراجع عن عزمهم دفع قرار في مجلس الأمن الدولي لقبول فلسطين كدولة عضوا الأمم المتحدة، وأن الإدارة تعتقد أن هذا الأمر سيقود إلى مواجهة سياسية ستزيد تصعيد الوضع السيء أصلا ويجعل منع تصعيد ميداني أصعب. وفق التقرير
وقال رئيس الشاباك خلال لقائه مع ليف إنه "قلق جدا من وضع السلطة الفلسطينية وقدرة أجهزتها الأمنية على العمل"، وفق ما نقل التقرير عن مصادر مطلعة على مضمون اللقاء، مدعياً أن إسرائيل لا تريد اقتحام المدن الفلسطينية "لكنها تفعل ذلك بسبب عدم وجود خيار آخر. والوضع الميداني أسوأ مما يبدو".
وأكد بار على أن الشاباك يؤيد خطوات من أجل تعزيز السلطة الفلسطينية ويعمل على دفع خطوات كهذه، لكنه تذرع بأن الفترة الحالية حساسة بسبب الانتخابات.
من جهته، قدم عليان "صورة قاتمة" للوضع في الضفة الغربية، مدعياً أنه يبذل كل ما بوسعه من أجل استقرار الوضع، وأنه يخشى أن هذا ليس كافيا "من أجل وقف كرة الثلج".
ولفت إلى أن خطوات مدنية واقتصادية أخرى بالإمكان تنفيذها تستوجب اتخاذ قرارات ضمن صلاحية القيادة السياسية الإسرائيلية فقط.
وبحسب تقرير رافيد فإن هناك سببا آخر لهذا التصعيد يتعلق بالأزمة الاقتصادية الخانقة في السلطة الفلسطينية وصعوبة دفع رواتب أفراد أجهزتها الأمنية. وهذا الوضع يؤدي إلى "تراجع متزايد في شرعية السلطة الفلسطينية" وتقويض سيطرتها في مناطق واسعة في الضفة الغربية، وخاصة في الخليل ونابلس وجنين.
وشددت ليف خلال لقائها مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، على ن السلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار، والكرة في ملعب إسرائيل حين يتعلق الأمر بتقويتها وتثبيتها واستقرار الوضع في الضفة الغربية.
ولفت التقرير نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن اللقاءات التي عقدتها ليف مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية كانت غير مشجعة. فقد كان لقاؤها مع الوزير حسين الشيخ ورئيس المخابرات، ماجد فرج، صعب للغاية، وارتفعت خلالها نبرة الصوت لدرجة الصراخ أحيانا.
وأوضح التقرير أن السلطة الفلسطينية ليست محبطة من إسرائيل فقط، وإنما من سياسة إدارة بايدن أيضا، وأن أمل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خاب جدا من زيارة بايدن للمنطقة، قبل أقل من شهرين، والتي انتهت دون نتائج سياسية لصالح الفلسطينيين.
وأوضحت ليف أمام المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة تعارض الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وقال الشيخ للمسؤولة الأمريكية إنه إثر الطريق المسدود في عملية السلام، فإن قبول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة هي الطريق الوحيدة للحفاظ على حل الدولتين.
وقالت ليف في ردها على الشيخ، إنه على السلطة الفلسطينية التركيز على إعادة سيطرتها على الأحداث في نابلس وجنين. وفق التقرير
ونقل رافيد عن الشيخ قوله إنه وفرج شددا أمام ليف أن على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل وقف الخطوات الأحادية الجانب واقتحامات المدن الفلسطينية.
يشار إلى أن ليف لم تلتقِ مع الرئيس الفلسطيني رغم طلبها عقد لقاء كهذا، ما يدل على مدى توتر العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإدارة بايدن. ونقل رافيد عن الشيخ تأكيده أن ليف طلبت لقاء عباس، لكن هذا لم يحصل بسبب "الأجندة المزدحمة" للرئيس الفلسطيني.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين اعتبارهم أن "الأجندة المزدحمة" ليست إلا ذريعة، وأن الرئيس الفلسطيني قرر عدم لقاء المسؤولة الأميركية إثر خيبة أمله من أنه لم يكن في جعبتها أي بشرى جديدة حيال السياسة الأميركية في الموضوع الفلسطيني. ورجح التقرير صحة الرواية الإسرائيلية.
وكان الشيخ قد قال في مقابلة أجراها معه رافيد، الثلاثاء الماضي، إن "إسرائيل هي التي تضعف السلطة الفلسطينية"، مضيفا: "إسرائيل تخنقنا ماليا ثم تشتكي، ليس صحيحا أن أجهزة أمن السلطة ضعيفة، الجيش الإسرائيلي يعمل في المدن الفلسطينية ليلا وآلياتنا الأمنية تعمل نهارا، ولا يمكننا العمل عندما يدخل الجيش الإسرائيلي مدننا كل يوم، فيعتقل ويقتل الناس".
رام الله الإخباري