الاعلام العبري : مدة الحرب على غزة ستقررها حماس

بعد أن حاول الاحتلال الإسرائيلي دق أسافين والفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة، يحاول الآن دق أسافين والفصل بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي، من خلال العدوان الحالي على قطاع غزة. ورغم ذلك، يرى محللون إسرائيليون أن هناك أسباب يمكن أن تدفع حماس إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل، بينها تزايد عدد الشهداء واعتداء على المسجد الأقصى.

وأشار الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، ورئيس قسم الدراسات الفلسطينية في معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة "رايخمان"، ميخائيل ميلشتاين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد، إلى أنه "يحظر على إسرائيل أن تنعم بالانجازات التي حصدتها"، خلال عدوانها على غزة في اليومين الماضيين.

ولفتا في هذا السياق إلى "الصعوبة الجوهرية في التوصل إلى تهدئة، يتم دفعها منذ سنة في غزة، من أجل ضمان هدوء أمني، وذلك بالرغم من جهود إسرائيلية غير مسبوقة لتحسين الواقع المدني في المنطقة، انطلاقا من فرضية أن هذا الأمر سيقلل احتمال التصعيد. ويتضح فعليا، أنه يتطور تصعيد عندما لا تكون هناك خطوات مدنية، لكن حتى عندما يتم دفع خطوات كهذه فإن التصعيد يحدث بالرغم من ذلك".

وأضافا أنه "يجب النظر بشكل نقدي إلى الفصل الذي تمارسه إسرائيل بين الجهاد الإسلامي وحماس، التي تحكم غزة والمسؤولة عن الحفاظ عن الهدوء في إطار تهدئة، وتقف الآن على الحياد بدلا من فرض سيادتها على الجهاد".

وتابعا أن "هذا فصل يعفي حماس من المسؤولية عما يحدث في غزة، ويعكس تبني روايتها بشأن ’صعوبة العمل ضد متمردين’، ويسهم فعليا بالعودة إلى واقع الجولات (القتالية) التي سادت قبل عقد وتقلصت منذ عملية ’الجرف الصامد’ في العام 2014. وأثبتت حماس في الماضي أن فرض سيادتها على الفصائل في غزة هي مسألة إرادة وليس قدرة".

واعتبرا أن "لإسرائيل مصلحة الآن بإبقاء حماس خارج دائرة المواجهة"، لكنهما أشارا إلى أن "هذه المهمة ستصبح أصعب كلما طالت المعركة، وخصوصا إذا تسببت بخسائر واسعة بالأرواح في الجانب الفلسطيني أو إذا تطور غليان حول جبل الهيكل (المسجد الأقصى). ولكن من خلال إدراك عِبر المعركة، يتعين على إسرائيل النظر إلى موقف حماس الذي يبدو حياديا على أنه ينطوي على تحديات شديدة في المستقبل، وأنه مشكلة توجد ضرورة لتقويضها بواسطة ضغوط اقتصادية وسياسية".

وبحسبهما، "يحظر على إسرائيل إنهاء المعركة الحالية فيما تدرك الفصائل أنه مفتوحة أمامها إمكانية العمل ضد إسرائيل من دون الخوف من رد فعل شديد من جانب حماس أو من غليان شعبي ضد الفصائل. وبعد انتهاء المواجهة، يجب إعادة التأكيد أمام حماس على قواعد اللعبة: مطالبة بضلوع نشط في الإنفاذ، واشتراط استمرار السياسة المدنية المتسعة، وخاصة خروج العمال إلى العمل في إسرائيل، بعمل حازم ضد الذين يخرقون التهدئة".

وخلص غلعاد وميلشتاين إلى أن "سياسة كهذه لن تضمن هدوءا لفترة طويلة في قطاع غزة، لكنها ستضع معضلة صعبة أمام حماس وربما تدفعها إلى العمل بشكل مختلف. وفي موازاة ذلك، إسرائيل مطالبة بأن تستوضح بشكل نقدي السياسة التي يتم دفعها في السنة الأخيرة، التي حظيت بوصفها أنها ’السنة الأكثر هدوءا منذ 20 عاما في القطاع’. ففي أعقاب العملية العسكرية الحالية، قد تبدو هذه السنة شبيهة بسابقاتها. وفي هذه الأثناء، تجسد المعركة اليوم مرة أخرى التبعات السلبية لغياب إستراتيجية منتظمة في سياق قطاع غزة لفترة طويلة".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى وقف العدوان على غزة، بعد أن تمكنت "القبة الحديدية" من اعتراض قرابة 95% من القذائف الصاروخية التي أطلقتها الجهاد. "ثمة شك إذا كان بالإمكان الوصول إلى إنجاز عسكري أفضل، فيما سيحاذر قادة الجهاد أكثر منذ الآن. وطالما لا تندمج حماس مباشرة في المعركة، فإن الأضرار محدودة. والأفضل التوقف".

وأضاف أن "حجم الضرر الذي بمقدور الجهاد لوحدها إلحاقه (بإسرائيل) ضئيل بشكل كبير. ولذلك، فإن السؤال الذي سيحسم مدة المواجهة الحالية وقوتها سيكون قرار حماس إذا كانت ستنضم".

وأشار إلى أن "الانطباع في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن قيادة حماس ليست متحمسة من محاولة قيادة الجهاد جرّها إلى داخل النيران في توقيت غير مريح بالنسبة لها. وقرار حماس متعلق أيضا بعدد القتلى المدنيين. وسقوط عدد كبير منهم سيشدد الضغوط على حماس كي تعمل. ولهذا السبب يحرص قادة الجيش الإسرائيلي على التشديد على أنه يبذل جهدا من أجل تقليص استهداف المدنيين في القطاع".

وتابع أنه ما زال هناك "خط رفيع يفصل بين ضغوط عسكرية تحض حماس على لجم الجهاد وبين عملية إسرائيلية ترغمها، بنظرها، على رد شديد". وأضاف هرئيل أن "المسجد الأقصى ليس في صورة الوضع حتى الآن، وقد يكون أحد أسباب الهدوء النسبي الحاصل الآن لدى الجمهور العربي في إسرائيل".