وفي ظل الحديث عن مشروع فصل غزة عن المشروع الوطني يؤكد المراقبون أن حربا جديدة هي التي ستهيأ الظروف الملائمة ليصبح مشروع الفصل واقعا.
لماذا لم يتم إعمار غزة بعد عشرة أشهر من اندلاع الحرب الأخيرة، المراقبون يؤكدون أن الهدوء الحالي لا يرقى إلى مستوى الهدنة، لأن مفاوضات الهدنة لم تستكمل، والمانحون يدركون أن الإنفاق لإعادة إعمار أهداف مرشحة للتدمير هو أمر عبثي.
في كل الحالات الحرب حتمية، في وجود مصالحة بين السلطة وحماس أو في غياب المصالحة ، فالمصالحة ضد الرغبة الإسرائيلية وبالتالي وجودها سيستدعي ردا عسكريا إسرائيليا كما حدث في الحرب الماضية.
مشروع إسرائيل يرتكز على فصل غزة عن المشروع الوطني، فكيف يمكن تمرير هذا المشروع المرفوض فلسطينيا، فقط حرب جديدة ستمكن إسرائيل من تمرير مشروعها على قاعدة أن غزة المدمرة بحاجة لهدنة طويلة واقتصاد قوي.
الفصائل جميعها تسابق الزمن في تطوير منظومتها الصاروخية وتحصيناتها وأنفاقها، لأنها تدرك بالخبرة والتجربة أن الصمود في الحرب يرتبط بالاستعداد المسبق الفلسطينيون ضد مشروع دولة غزة منفصل عن قضيتهم الوطنية، لكن هناك خشية كبيرة أن حربا جديدة طاحنة ، ربما تجعل من الهدوء والاستقرار السياسي والاقتصادي مطلبا ضروريا حتى ولو بثمن باهظ.