شيعت جماهير شعبنا في قرية المغير شمال شرق رام الله، اليوم السبت، جثمان الشهيد الفتى أمجد نشأت أبو عليا (16 عاما)، إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية.
وأفاد الوكالة الرسمية نقلا عن مراسلها بأن موكب التشييع انطلق من أمام مجمع فلسطين الطبي، وصولا إلى منزل عائلة الشهيد، لإلقاء نظرة الوداع عليه، وجاب المشيعون شوارع القرية، رافعين العلم الفلسطيني، ومرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا.
ووصل المشيعون إلى ساحة وسط القرية، وأدوا على جثمانه الطاهر صلاة الجنازة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة القرية.
وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين ابو عليا، "سنبذل كل جهدنا وامكانياتنا في سبيل الدفاع عن أرضنا، ولن نتخلى عن شبر منها، وسنبقى متمسكين بكل مقومات الصمود".
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان "إن حكومة الاحتلال لا تفرق بين أحد، وهي تقود حملة مسعورة ضد الشجر والبشر والحجر، ويجب التصدي لهم".
من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، من أجل إنجاز حقوقنا، ونيل حريتنا.
من جانبه، قال راعي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأب عبد الله يوليو "ننحني إجلالا واكبارًا أمام شهدائنا الذين يضحون بأنفسهم في سبيل الدفاع عن أرضنا، ومقدساتنا، ونيل حريتنا واستقلالنا".
وقالت عائلة الشهيد في كلمة لها، "نترحم على روح أمجد، ونحن ملاك الأرض، ولن نسمح للاحتلال وغلاة المستوطنين من السيطرة على هذه الأراضي حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا".
وكان الشهيد الفتى أمجد نشأت أبو عليا قد ارتقى، يوم أمس، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في القرية.
وذكرت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، أن الفتى أبو عليا وصل المستشفى في حالة حرجة جراء إصابته بالرصاص الحي في صدره، ما لبث أن أعلن الأطباء عن استشهاده.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في القرية مع قوات الاحتلال والمستوطنين، عقب قمع مسيرة سلمية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية وفعاليات القرية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، رفضا لاعتداءات المستوطنين على أهالي القرية.
وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال والمستوطنين أطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز صوب المواطنين، ما أسفر عن عدة إصابات أخطرها كانت إصابة الفتى أبو عليا الذي أعلن عن استشهاده لاحقا.
يذكر أن المستوطنين يهاجمون قرية المغير بشكل متواصل، خاصة منطقتي عين سامية ومرج الذهب، بحماية قوات الاحتلال، وذلك بهدف الاستيلاء على المزيد من أراضيها.