رام الله الإخباري
شاركت دولة فلسطين في فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمركز سلام لدراسات التطرف بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي تستمر أعماله على مدار ثلاثة أيام، تحت عنوان "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية.. واستراتيجيات المواجهة"، بحضور ومشاركة أكثر من 40 دولة وممثلين عن مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمفوضية الأوروبية.
ومثل دولة فلسطين في المؤتمر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين.
وقال المفتي حسين إن ما يتعرض له أبناء شعبنا تحت مسمى التطرّف الديني واضح للعيان، "فأبناؤنا يقتلون بحجة أنهم أغيار، ويستشهدون ويرفعون إلى المعالي لأنهم أغيار، وأرضنا تصادر لأننا أغيار، بل تمتهن مقدساتنا وتدنس في محاولة إخراجها بأن تكون للمسلمين وأرادوا أن يلحقوها باليهودية".
وأكد مفتي القدس أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، موضحا أن ما يجري بالقدس هذه الأيام يعتبر مثالا حيا على التطرف الديني.
وقال إن "شعب فلسطين يعيش نموذجا واضحا للمآسي والجرائم، وأكبر شاهد على ذلك ما تلاحظونه في أرض فلسطين جراء الانحراف من بعض أتباع الديانات عن منهاجها، فشعبنا يعيش تغول هذا التطرّف فهناك شهداء يوميا واعتداءات يومية بحق المقدسات والأراضي والاستيطان، واستباحة الأقصى الشريف، وكل هذا يندرج تحت مسمى التطرف الديني".
من جانبه، أكد مفتي الديار المصرية شوقي علام أنه لا بد من تشكيل الوعي والاستعداد لمواجهة التيارات الفكرية الإرهابية بكافة الوسائل العلمية والفكرية.
بدوره، أكد وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة أن المؤتمر يبعث للعالم رسالة بأن ديننا هو دين السلام، وأن تحديات المجتمعات والدول قد تختلف لكنها لا تنتهي ما دامت المجتمعات قائمة، وأن أخطر تحدٍّ يواجه عالمنا اليوم هو الاستخدام السياسي لجماعات التطرف وتوظيفها لإفشال الدول والحكومات.
كما أكد وكيل الأزهر محمد الضويني أنه من الواجب أن نبتعد قدر الاستطاعة عن الخطب والمواعظ التي تستثير العواطف وتدغدغ المشاعر، وأن الواجب الحقيقي أن نضع حلولا عملية جادة لمشكلة التطرف، تبدأ من وضع برامج تعليمية خاصة وفتح شراكات إنسانية عابرة للحدود تقرب الشعوب وتذيب الفوارق دون أن تطمس الهويات وتكشف التزييف والتَّحريف.
وشارك مفتي القدس في افتتاح معرض "الشهيد" لنبذ العنف والتطرف عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وهو معرض فني يعرض لأهم شبهات التطرف والرد عليها باستخدام التقنيات الحديثة والجرافيك والفيديوهات القصيرة والشاشات الالكترونية التفاعلية.
وفا