رام الله الإخباري
أعرب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، اليوم السبت، عن خيبة أمل القيادة الفلسطينية، من رفض الإدارة الأمريكية الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف تصعيدها تجاه الشعب الفلسطيني.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن المسؤول الذي وصفته بـ"مسؤول كبير"، تأكيده أن الإدارة الأمريكية تخشى أن تضغط على "إسرائيل" بذريعة الخوف من تقويض الحكومة الإسرائيلية، ثم محاولة الحصول على موافقة نفتالي بينت على فتح القنصلية بالقدس,
وقال المسؤول الفلسطيني: "نشهد فقط تصعيدا، وكل ما نسمعه من الأمريكيين هو أننا يجب أن ننتظر، لأن وضع بينت ولبيد السياسي معقد".
وبحسب الصحيفة، فإن القيادة الفلسطينية تطلب من الإدارة الأمريكية، ضرورة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف توسيع المستوطنات وتقليص نطاق نشاط قوات الأمن الإسرائيلية في المنطقة A.
وأوضحت الصحيفة، أن الفلسطينيين يطالبون أيضا بإطلاق سراح الأسرى وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العقد الماضي، وعودة الموظفين الفلسطينيين إلى معبر اللنبي.
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن القيادة لم تطلب شيئا جديدا، إنما تطالب ما كان متفقا عليه ضمن الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، مبينا أن هناك حالة من الإحباط الشديد في محيط الرئيس عباس بسبب الجمود السياسي.
وقال مسؤول فلسطيني كبير: "في الأسابيع الأخيرة نشاهد اجتياحات للمدن الفلسطينية كل يوم، منذ بداية العام قتل العشرات، من بينهم شيرين أبو عاقلة، يتم إصدار تصاريح للبناء في المستوطنات، والآن يسنون التشريعات حتى ضد العلم الفلسطيني".
وأوضحت الصحيفة، أن القيادة الفلسطينية تخشى أن يسعى بايدن إلى تعزيز التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية، دون مراعاة القضية الفلسطينية.
وكانت صحيفة "الشروق" المصرية، قد ذكرت في وقت سابق، أن الإدارة الأمريكية غير متحمسة لتعيين مبعوث أمريكي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تم تجميدها منذ سنوات طويلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني من رام الله، تأكيده أن الإدارة الأمريكية تجاوبت في البداية مع طلب السلطة الفلسطينية إعادة تعيين مبعوث للسلام، وعرضت تعيين قنصل في السفارة الأمريكية في القدس يقوم بتلك المهام، غير أنها تراجعت في النهاية.
ولفت المصدر الفلسطيني، إلى أن رفضهم جاء بذريعة أنه لا جدوى من هذا الأمر طالما أن المفاوضات متوقفة مع الإسرائيليين منذ عام 2014 الماضي، مبينا أن الرئيس جو بايدن غير متحمس للفكرة.
وأشار المسؤول الفلسطيني، إلى أـن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أيضا غير متحمس للفكرة، ويرى أنه لا داع لاستحداث هذا المنصب، طالما المفاوضات متوقفة والعملية السلمية مُجمدة.
وأكد المصدر ذاته، أن الإدارة الأمريكية منشغلة بشكل كبير في هذه الأوقات بالحرب الروسية الأوكرانية، مبينا أن الملف الفلسطيني لم يعد من أولوياتها.
وشدد على أن الرئيس الفلسطيني جاد تماما في تلويحه للأمريكيين بوقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، غير أنه أعطى الأمريكيين فرصة عبر تأجيل اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح أكثر من مرة، والتي كان من المقرر اتخاذ قرارا بوقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.
وأعرب المسؤول الفلسطيني، عن قلق الرئيس عباس من الأوضاع المشحونة والمتصاعدة حاليا في الساحة الفلسطينية، الأمر الذي ينذر بحدوث عواقب في حال لم تستجب الإدارة الأمريكية لمطالبه.
وعبّر المسؤول عن استياء الرئيس الفلسطيني من إدارة الرئيس بايدن، وأنه يشعر بخيبة أمل بسبب عدم تنفيذها وعودها، خاصة إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.
وأوضح أن الرئيس عباس قد أكد لهادى عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية سابقا، أنه في حال عدم إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، فإن السلطة الفلسطينية ستتوقف عن التعامل مع "وحدة فلسطين" الموجودة في السفارة الأمريكية في القدس.
ولفت إلى أن هناك مماطلة من الإدارة الأمريكية بخصوص إعادة فتح القنصلية بالقدس المحتلة، متذرعين بأن هذه الخطوة ستضعف رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت.
وشدد المصدر الفلسطيني، على تمسك الرئيس أبو مازن بمطلبه الخاص بضرورة إعادة فتح القنصلية الأمريكية، منوها إلى أن الأمريكيين عرضوا على الفلسطينيين فتح مكتبا تمثيليا للسلطة في واشنطن، لكن القيادة الفلسطينية رفضت ذلك.
ولم يخف المسؤول الفلسطيني، استمرار توقف الدعم المالي الأمريكي للسلطة الفلسطينية حتى الآن، مبينا أن السلطة الفلسطينية تعيش أزمة مالية غير مسبوقة.
اعلام اسرائيلي